انتهت امس جولة الاستجوابات التي اجرتها لجنة التحقيق الدولية في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري مع خمسصة مسؤولين سوريين في فيينا. وفيما افادت مصادر مطلعة في دمشق ان لجنة عليا سورية امنية وسياسية تدرس نتائج هذه الاستجوابات، اعربت اوساط مطلعة في الاممالمتحدة في نيويورك ان التقرير الذي يقدمه رئيس اللجنة القاضي الالماني ديتليف ميليس الى مجلس الامن، الاسيبوع المقبل، يتضمن"الاستنتاجات نفسها، إنما بأدلة أقوى"والتي جاءت في تقريره الأخير الى المجلس"رغم أنه لن يتمكن من عرض الأدلة التي يملكها امام المجلس كي لا يستبق تقديمها في المحكمة"التي ستقاضي المشتبه بتورطهم في اغتيال الحريري. وواعربت هذه المصادر عن اعتقادها بان ميليس يصل الى نيويورك نهاية الأسبوع، ما يعني انه لن يقدم التقرير الى المجلس قبل الاثنين، في 12 الشهر الجاري، علماً أن مصادر أخرى تحدثت عن تسلم المجلس التقرير الخطي النهائي السبت. راجع ص7 و8 وأكدت المصادر في الأممالمتحدة اعتزام ميليس الطلب من دمشق توقيف الرئيس السابق لجهاز الأمن والاستطلاع الاستخبارات في القوات السورية في لبنان العميد رستم الغزالي ومعاونه في بيروت العميد جامع جامع إنما"ليس قبل تقديم تقريره الى مجلس الأمن". وبحسب أحد هذه المصادر ان"استنتاجات ميليس هي نفسها"بعد استجواب المسؤولين السوريين لجهة المتورطين في اغتيال الحريري وقائمة"المشتبه بتورطهم". وقال المصدر ان الشاهد هسام هسام الذي تراجع عن شهادته أمام اللجنة الدولية"لم يؤثر على التحقيق ولا على الاستنتاجات". في موازاة ذلك، توقعت مصادر مطلعة ل"الحياة"في فيينا ان تقوم لجنة عليا سورية امنية وسياسية بدراسة نتائج الاستجوابات التي اجرتها لجنة التحقيق الدولية المسؤولين السوريين الخمسة وهم، الى الغزالي وجامع، العميدان الامنيان عبد الكريم عباس وظافر يوسف والعقيد في الجيش المتقاعد سميح القشمعي. وقالت المصادر في فيينا ان تقرير ميليس سيكون"تقريرا سوريا"يتحدث بالتفصيل عن الفترة الماضية من العلاقة مع دمشق، وانه سيتحدث عن"تعاون محدود"من دمشق، مشيرة الى انه سيكون"عدوانيا"في شأن شهادة هسام هسام مع"تركيز كبير على الاتصالات الهاتفية والقسم الفني"في التقرير و"انتقاد"اللجنة القضائية السورية الخاصة. وكانت الاستجوابات انتهت في ساعة متقدمة من مساء امس مع عباس ويوسف والقشمعي. وعلم أنه من المقرر ان يغادر فريق اللجنة الدولية المؤلف من 5 محققين فيينا فجر صباح اليوم إلى بيروت لتسليم محاضر الاستجواب الى ميليس الذي سيتجه بدوره إلى نيويورك خلال عطلة نهاية الأسبوع لتقديم تقريره إلى مجلس الأمن الدولي. ولم يستبعد بعض المصادر أن تتكرر جلسات الاستجواب في مقر الأممالمتحدة في فيينا لمسؤولين سوريين الشهر المقبل. وفي بيروت، أكد ديبلوماسي اميركي زار العاصمة اللبنانية اخيراً ان لا صحة لما يتردد عن صفقة مع سورية بسبب المرونة التي أظهرتها الأممالمتحدة في القبول بالاستماع الى الضباط السوريين في فيينا، بدل لبنان. وقال ان لا نية لواشنطن بإسقاط النظام السوري، مكرراً انها ترغب في ان يغير سلوكه في الخارج والداخل. وأوضح المصدر ان أي تفاهم مستقبلي بين الولاياتالمتحدة الأميركية وسورية لن يكون ابداً على حساب لبنان او على حساب التحقيق في اغتيال الحريري ومعرفة الحقيقة. واتهم سورية بأنها تسعى الى دور امني وسياسي خفي بعد انسحابها من لبنان. وجاءت هذه المواقف في وقت طالب رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة، في كلمته امام القمة الإسلامية في مكةالمكرمة، بدعم القمة للتحقيق الدولي، وللمحاكمة الدولية في اغتيال الحريري. كما طالب السنيورة بدعم القمة لجهود الحكومة اللبنانية من اجل ترسيم الحدود مع سورية بما فيها منطقة مزارع شبعا المحتلة، وبمساندة مطلب انسحاب اسرائيل منها.