قال رئيس الحكومة الجزائرية السيد أحمد أويحيى أن التقديرات الرسمية الأخيرة تشير إلى ان نحو 1000 عنصر من الجماعات الإسلامية المسلحة ما زالوا ينشطون في الجبال. وتناول رئيس الحكومة ملف الوضع الأمني في لقاء مع مدراء الصحف الحكومية والخاصة، فقال ان تقديرات السلطات تشير إلى إمكان تخلي ما بين 200 إلى 300 عنصر و "ربما أكثر" عن العمل المسلح في إطار التدابير التي يقرها ميثاق السلم والمصالحة الوطنية الذي سيستفتى الشعب عليه يوم 29 أيلول سبتمبر المقبل. وقال أويحيى أن "المهم هو تقليص عدد الناشطين ضمن الجماعات المسلحة ونحن هنا متأكدون أنهم لن ينزلوا جميعاً من الجبال، فسيكون هناك دوماً أناس متشددون يرفضون عرض السلام". لكنه ذكر أن "حركة التوبة ضمن المسلحين لم تتوقف". وكشف أن 40 عنصراً ضمن الجماعات تخلوا عن العمل المسلح قبل الإعلان رسمياً عن الاستفتاء الشعبي على ميثاق السلم والمصالحة الذي يمنح عفواً عن المسلحين الذين لم يرتكبوا مجازر أو انتهاكاً للحرمات أو اعتداءات بالمتفجرات والقنابل في الأماكن العمومية. رفض ميثاق السلم إلى ذلك، أعلنت "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" رفضها مسعى السلم والمصالحة، وجددت تمسكها بالعمل المسلح. وبث موقع تابع ل "الجماعة السلفية" على الإنترنت، أمس، رسالة صوتية لأمير التنظيم عبدالمالك دردقال المدعو "أبو مصعب عبدالودود"، جدد فيها رفض مسعى "الحكومة الكافرة"، وقال ان مسلحي جماعته يخوضون حرباً "لا تختلف عن الحرب في العراق أو أفغانستان...". وقال ان العدو "هو نفسه سواء كان في الجزائر أو العراق أو أفغانستان". وجاءت الرسالة الصوتية في سياق مسعى التنظيم لإقناع عناصره بجدوى رفض مسعى العفو والسلام في الجزائر. وكان قياديون في "الجماعة" نظموا في الأيام الأخيرة سلسلة تجمعات أجبر على حضورها سكان بعض القرى النائية والفقيرة في منطقة القبائل حيث تقع أبرز معاقل "الجماعة"، وكذلك بعض الحانات والمطاعم القريبة من الغابات في منطقة القبائل والتي يتوافد عليها الكثير من شباب المنطقة مع نهاية الأسبوع يومي الخميس والجمعة. وذكر شهود ل "الحياة" ان ناشطين من "الجماعة السلفية" حاصروا، الجمعة، إحدى الحانات في منطقة أزفون بولاية تيزي وزو 100 كلم شرق الجزائر وألزموا الحضور وبعضهم في حال سكر تام على سماع خطبة تلاها أحد قادة التنظيم الذي كان يحض الحضور على الالتحاق بجماعته ل "تغيير الأوضاع" وإقامة الدولة الإسلامية. وأوضحوا أن المسلحين، وعددهم نحو 60 عنصراً كانوا يحملون بنادق مقطوعة الماسورة ورشاشات وأجهزة اتصال لاسلكي، سلبوا الحضور وصاحب الحانة الأموال التي كانت في حوزتهم قبل أن يجبروهم على سماع الخطبة بإنصات شديد، وجددوا فيها رفض "ميثاق السلم والمصالحة الوطنية"، وقالوا انهم لن يتخلوا عن السلاح "حتى الممات". وقال أحد الحضور أن أحد المسلحين دعاه إلى الالتحاق ب "الجماعة". وتبين أن هذا المسلح كان قبل ثلاثة أشهر مجرد شخص يتحرك بصفة عادية في مدينة أزفون قبل أن يلتحق بالتنظيم. ويعتقد أنه كان ينشط منذ شهور ضمن شبكة دعم وإسناد الجماعة. وكانت "الجماعة السلفية" أقامت قبل أسبوع تجمعاً لسكان إحدى القرى النائية في ولاية بجاية 300 كلم شرق وألقت أمام الحضور كلمة جدد فيها التنظيم المسلح أيضاً رفضه لكل مسعى يهدف إلى "وقف الجهاد في الجزائر".