تواجه"الجماعة السلفية للدعوة والقتال"التي تعتبر أبرز تنظيم مسلح في الجزائر، منذ اسابيع متاعب كبيرة في جهودها لاقناع عناصرها في مختلف المناطق بجدوى التخلي عن"اغراءات"المصالحة الوطنية والعفو الشامل الذي دعا اليه الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة وسيعرضه على استفتاء شعبي قبل نهاية السنة. وكشفت قيادة التنظيم المسلح، مساء الخميس، وللمرة الأولى، وجود خلافات كبيرة بين قياداتها حول"العفو الشامل"الذي تدعو اليه السلطات واتهمت مؤسسها وأميرها السابق حسان حطاب أبو حمزة بمحاولة دفع التنظيم الى قبول العفو الشامل. وتبرأ"أمير الجماعة السلفية"أبو مصعب عبدالودود من سلفه حطاب الذي أصبح"عضواً غريباً عن جسد الجهاد، ولا يمثل الا نفسه المنهزمة، وهو الآن بيدق من بيادق الطاغوت يدير به فصول المؤامرة الجديدة". وأدرجته الجماعة في"السجل الأسود"للذين ستستهدفهم مستقبلاً. وقال التنظيم المسلح في بيان جديد صدر، أمس، ان مشروع العفو الشامل والمصالحة الوطنية"خدعة جديدة يريد بها أصحابها البلوغ الى غاية قديمة هي القضاء على الدين، ونبذ الشريعة الاسلامية والتمكين لعقيدة العلمانية والوقوف في طريق العودة الى الحياة الاسلامية". وتراهن السلطات على تحقيق"نتائج ايجابية"لمسعى العفو الشامل قبل نهاية العام الجاري. و"الجماعة السلفية"هي التنظيم الجزائري الوحيد الذي له صلة مباشرة بتنظيم"القاعدة"بزعامة أسامة بن لادن. وتضم الجماعة ما يزيد على 800 عنصر مسلح أي ما يعادل 95 في المئة من الناشطين في الجماعات المسلحة. والخلاف قائم حالياً داخل"الجماعة السلفية"بين قيادات لا تزال تتبنى نهج"الجماعة الاسلامية المسلحة"التي خرجت عنها سنة 1998 مثل عبدالمالك دردقال المدعو"أبو مصعب عبد الودود"وكتوف مولود المدعو"أبو ياسر سياف"وهو ضابط شرعي سابقاً في"الجماعة الأم"، مع القيادات المرجعية في"الجماعة السلفية"مثل حسان حطاب وعدد من مساعديه مثل صهره الربيع شريف. وتفيد شهادات"تائبين"ان الخلاف بين القيادتين يرتكز حول ثلاث قضايا هي"شرعية استهداف المدنيين على نطاق واسع"حيث تتبنى القيادة الحالية للجماعة استعمال السيارات المفخخة ضد أهداف مدنية، وأيضاً"مشروع العفو الشامل والمصالحة الوطنية"الذي تعتبره"خديعة جديدة"بينما يعتبر حطاب، كما جاء في بيان له أخيراً، المسعى أحد أوجه الحل اذا استكمل شروطه السياسية. وأخيراً يعترض حسان حطاب، وهو من أبرز مؤسسي التنظيم المسلح، ورفاقه على انفراد أبو مصعب عبدالودود بتعيين نفسه على رأس التنظيم دون حصوله على تزكية بقية المناطق. وفي نهاية كانون الأول ديسمبر الماضي أعلن حطاب أنه يتولى امارة الجماعة بعدما كان"استقال"منها في آب اغسطس 2003. ويقول محللون أنه منذ اعلان الرئيس بوتفليقة رغبته في استفتاء الشعب بخصوص العفو الشامل نشطت الاتصالات مع عناصر"الجماعة"عبر عائلاتهم وبعض"التائبين"لتمكينهم من الاستفادة من هذه التدابير قبل الاستفتاء شرط التعاون مع السلطات. وبالتزامن مع كشف الخلافات بين قيادات أركان التنظيم المسلح نشرت"الجماعة السلفية""بيان انضمام"كشفت فيه التحاق تنظيم"الجماعة السنية للتبليغ والجهاد"المعروفة بجماعة عبدالقادر صوان التي تنشط جنوب ولاية المدية 90 كلم جنوب وكتيبة"جند التقوى"في قسنطينة بقيادة"أبو معاذ"بتنظيم"الجماعة السلفية"منذ آب اغسطس 2004.