نفى رئيس الحكومة آرييل شارون وجود خطط أحادية الجانب لتحديد مستقبل الضفة الغربية وترسيم حدود الدولة العبرية، مؤكدا ان"خريطة الطريق"هي"أفضل خطة لمستقبل اسرائيل"، لكنه ربط تنفيذها بنزع سلاح المقاومة الفلسطينية. راجع ص 4 ولوحظ امس توقف الغارات الاسرائيلية على قطاع غزة منذ مساء الاربعاء، في ما بدا نجاحا للوساطة المصرية بين الفلسطينيين واسرائيل والتي اثمرت تجديد تعهد الفصائل بالتزام التهدئة، اضافة الى نجاح الضغوط الاميركية على اسرائيل لوقف هجماتها. رغم ذلك، واصل جيش الاحتلال حملة الاعتقالات والاغتيالات شمال الضفة حيث اعتقل 12 فلسطينيا ممن يعتبرهم"مطلوبين"، في حين استشهد ثلاثة مقاومين في قرية برقين ومدينة جنين، ما دفع الرئيس محمود عباس الى شجب"جريمة الاغتيال"التي قال انها"تضع عملية السلام كلها في مأزق خطير". ومع توقف الغارات الاسرائيلية، بدأت السلطة بتهيئة قطاع غزة ليكون خالياً من السلاح، سواء سلاح الفصائل والقوى ام سلاح العائلات ام سلاح العصابات وتجار المخدرات، وذلك في خطوة يُعتقد ان من شأنها سحب اي ذريعة من اسرائيل لشن عدوان ضد القطاع، وفي الوقت نفسه تخفيف الضغوط عن السلطة والفصائل ازاء قضية نزع سلاح المقاومة في قطاع غزة بعد الانسحاب الاسرائيلي واخلاء المستوطنات فيه. وانتشرت الشرطة الفلسطينية امس في المدن الرئيسة تنفيذا لقرار وزارة الداخلية القاضي بمنع المظاهر المسلحة في الشوارع بعد الاتفاق الذي تم التوصل اليه بين السلطة والفصائل الفلسطينية في هذا الصدد. ونجحت الشرطة في احتواء خلاف مع مسلحين من"كتائب شهداء الاقصى"التابعة لحركة"فتح"في غزة حاولوا تنظيم استعراض عسكري. فبعد مفاوضات، تم سحب المسلحين من المنطقة من دون تنظيم الاستعراض، ومن دون مصادرة اسلحتهم. الا ان شارون جدد امس مطالبته بنزع سلاح الفصائل الفلسطينية وجعلها شرطا لتنفيذ"خريطة الطريق"والحل الديبلوماسي، وقال:"اذا نفذ الفلسطينيون ذلك، سيكون بالامكان استئناف المفاوضات". كما نفى وجود خطط أحادية الجانب لمستقبل الضفة، ووصف ما تردد على لسان مسؤولين اسرائيليين، من بينهم مستشاره الاستراتيجي ايال اراد ورئيس شعبة الاستخبارات العسكري اهارون زئيفي، بأنه"اشاعات لا اساس لها من الصحة"، موضحا:"ليست هناك خطط، لدينا خطوة خريطة الطريق وليست لدينا خطة افضل منها لمستقبل اسرائيل". واضاف ان"هناك طلب تفسير حازما جدا من الولاياتالمتحدة التي فوجئت بأن اسرائيل تخطط لتعديل الخطة خريطة الطريق التي اتفقنا عليها والتي تشكل اساسا للحل الديبلوماسي". وبدا ان تصريحات المسؤولين الاسرائيليين كانت"بالون اختبار"لردود الفعل ازاء امكان تنفيذ خطة احادية في الضفة على نسق خطة"فك الارتباط"التي نفذها شارون في قطاع غزة. الا ان الاستفسارات الاميركية والدولية التي انهالت على اسرائيل عن مستقبل"خريطة الطريق"، يجمد هذه الخطط ويضعها على الرف في الوقت الراهن.