سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
قبل يومين من انتهاء المهلة التي اتفق عليها عباس مع الفصائل لإنهاء المظاهر المسلحة في غزة . مهرجان حاشد ل "حماس" في الضفة لعرض قوتها والرد على مطالب منعها من خوض الانتخابات
بدت"حركة المقاومة الاسلامية"حماس على أهبة الاستعداد والجاهزية للمشاركة للمرة الاولى في الانتخابات التشريعية المقررة مطلع العام المقبل، وذلك على اساس المزاوجة بين المقاومة والمشاركة السياسية والاجتماعية في ظل تشكل ملامح استراتيجية"واقعية"جديدة لديها في سباقها مع السلطة الفلسطينية والحزب الرئيس فيها حركة"فتح"من اجل حصد شعبية واسعة في صفوف الفلسطينيين. وتقف"حماس"التي نفت رسمياً ما نسب الى احد قادتها في شأن استعدادها ل"تعديل"ميثاقها الذي لا يعترف باسرائيل ويدعو الى تحرير كامل فلسطين التاريخية، امام مفترق دقيق: فهي من جهة، وبحسب مصادر موثوقة، تحولت من مجموعات مقاومة صغيرة تمردت على نظام حركة"الاخوان المسلمين"التاريخية، الى حركة تضم اكثر من 20 الف مقاتل ملتزم ومنتظم، ومن جهة اخرى تتطلع بعد اكثر من 17 عاماً من انشائها، الى المشاركة في الحياة السياسية والاجتماعية والدخول الى منظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني في كل اماكن وجوده. وتجلى ذلك في مهرجان"فجر الانتصار"، وهو الاول الذي تنظمه الحركة في الضفة الغربية احتفاء بانسحاب الجيش الاسرائيلي من قطاع غزة، اذ تصدرت منصة المتحدثين لافتة كبيرة علقت على احدى البنايات وسط مدينة رام الله كتب عليها"انا قادمون يا قدس"وسط حضور متواضع لمقاتلي الحركة المسلحين الذين سرعان ما غادروا موقع المهرجان من دون اطلاق النار في الهواء. ونظم المهرجان قبل يومين فقط من الموعد الذي اتفق الرئيس محمود عباس وقادة الفصائل الفلسطينية، بمن فيهم"حماس"، خلاله على انهاء التظاهرات والمسيرات المسلحة و"انهاء كل مظاهر التسلح في ارجاء قطاع غزة"، كما أكد عباس نفسه واحد قياديّ"حماس"سعيد صيام. برنامجها الانتخابي وفي كلمة اقتربت من اعلان"البرنامج"الانتخابي للحركة، قال احد قياديّ حماس في رام الله حسن يوسف ان مشاركة المئات من الفلسطينيين في هذا المهرجان بمثابة استفتاء ورد على دعوات رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون والرئيس جورج بوش بعدم السماح ل"حماس"بالمشاركة في الانتخابات المقبلة، مشيراً الى احتجاز قوات الاحتلال الاسرائيلي مئات الفلسطينيين على احد الحواجز العسكرية على مداخل رام الله، وملمحاً الى"عدم السماح للحركة بتنظيم مهرجانها في موقع آخر". لا تعديل للميثاق وقال يوسف مخاطباً الحضور:"مشاركتكم رد على شارون الذي لا يريدنا ان نشارك في الانتخابات ويريد ان يقايض هذه المشاركة بميثاقنا وسلاحنا. ميثاقنا وسلاحنا ليسا تكتيكاً او لعبة ولن نرضى بأي خيار غيرهما"، مضيفاً:"لن تستطيع قوة في الارض ان تنزع سلاحنا من ايدينا وحقنا في المقاومة. امامنا معارك كثيرة: القدس والدولة والاستيطان والجدران والارض والاسرى. سنبقي على البندقية وخيار البندقية ولا فك للارتباط بين مقاومة القطاع ومقاومة الضفة". وقال:"رضيت اميركا ام لم ترض، ورضي الاحتلال ام لم يرض... سنشارك في الانتخابات، ونقبل بحكم شعبنا، ونبقي على خيار المقاومة ونشارك في التعمير والبناء وتصويب الخلل والفساد، جلسوا معنا ام لم يجلسوا". وكشف يوسف ان"الاسرائيليين والاميركيين يطالبوننا بالجلوس معهم، لكننا نرفض ذلك". ونفى ما تناقلته وسائل الاعلام عن احد قادة الحركة محمد نزال بأن"حماس"بصدد تعديل ميثاقها، وهو احد المطالب الاسرائيلية للسماح للحركة بالمشاركة في الانتخابات التشريعية المقبلة، ووصف ذلك ب"الافتراء"وتحوير ما قاله نزال. وفيما وصلت المنافسة على تنظيم المهرجانات بين انصار"فتح"و"حماس"الى اوجها في غزة في محاولة من كل طرف توظيف الانسحاب الاسرائيلي على انه نتاج لسياسته، حرص يوسف على الاشارة الى ان"مهرجانات حماس ومسيراتها ليست موجهة ضد احد في الساحة الفلسطينية، وهي موجهة فقط ضد الاحتلال الاسرائيلي". وكان قال في معرض حديثه عن الانسحاب الاسرائيلي من قطاع غزة ان ذلك جاء نتاجاً"لنهج الشهداء والاستشهاديين، نهج مهندس مدرسة الاستشهاديين يحيى عياش ومحيي الدين الشريف، وليس نتاجاً لما يسمى مسيرة السلام". وتناول يوسف ما اسماه"القهر الوظيفي"الذي يتعرض له انصارها وكوادرها في مؤسسات السلطة الفلسطينية وهو ما ترى فيه الحركة"محاربة منظمة لها من السلطة". وقال:"نعم لسلطة واحدة، لكن بعيداً عن القهر الوظيفي، وسلطة لكل الشعب، ولترفع كل القيود في المؤسسات والاجهزة الامنية امام المقاومين ومن يستحق من اهل الكفاءة والخبرة"، وذلك في اشارة الى اتهام"حماس"وزارة التعليم الفلسطينية بالتراجع عن ترقية عدد من الاساتذة والمدراء بناء على توصية من"جهاز الرقابة الامنية"التابع لهذه الوزارة بسبب انتماءاتهم السياسية. واضاف:"نعم لسيادة القانون ولا للفوضى والانفلات الامني... اطالب الاجهزة الامنية بأن تتوقف عن حال الفوضى والانفلات الامني". ولم ينس القيادي في الحركة الاسلامية مخاطبة قطاع النساء، وقال:"نعم لحق المرأة ونقول للمتشدقين بحرية المرأة ان تحررها ليس بالعري ولا التحرر من عفتها، ولتمارس كل نشاط تستطيع القيام به الى جانب الرجل". ولفتت في المهرجان، الكلمة التي القاها القيادي في"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"بشير الخيري نيابة عن القوى والفصائل الفلسطينية والتي أكد فيها"شرعية سلاح المقاومة، وبقاءه حتى انجاز الاستقلال الشامل". وشن هجوماً كاسحاً على من أسماهم"الحكام الاقزام" و"الخونة"الذين يهرولون الى"التطبيع"مع اسرائيل بينما"القدس تنزف من الوريد الى الوريد"، وقال:"ستدوسكم اقدام شعوبكم". اتفاق على انهاء مظاهر التسلح وليس بعيداً عن اجواء التحضير للانتخابات، اتفقت الفصائل الفلسطينية على انهاء كل مظاهر التسلح في الشوارع الفلسطينية ووقف المهرجانات والاحتفالات التي اجتاحت القطاع احتفاء بانسحاب اسرائيل منه الشهر الماضي. وقال الرئيس الفلسطيني خلال جولة له في غزة ان اهم ما تم في اجتماعه مع قادة الفصائل الفلسطينية مساء الاربعاء هو"انهاء كل مظاهر التسلح في ارجاء قطاع غزة السبت المقبل". وقال صيام الذي شارك في الاجتماع:"هناك توافق فلسطيني على ان تنتهي الاحتفالات والمهرجانات في موعد اقصاه السبت". واشار القيادي في حركة"الجهاد الاسلامي"محمد الهندي:"سلاح المقاومة موجه ضد الاحتلال، اما السلاح الموجود في الشارع فليست له اي قيمة طالما ليس هناك احتلال".