قبل ساعات من بدء عملية انسحاب تاريخية من قطاع غزة بعد احتلال اسرائيلي دام 38 عاماً، وجهت"حركة المقاومة الاسلامية"حماس رسالة الى المستوطنين اليهود مفادها ان لا خيار امامهم سوى الرحيل، فيما دعت المجتمع الدولي الى التراجع عن وصم المقاومة الاسلامية الفلسطينية بالارهاب، واكدت تمسكها بهذه المقاومة ورفضها القاء السلاح. وفي ما يشبه المهرجان، عقدت حركة"حماس"مؤتمرًا صحافياً في مدينة غزة ظهر امس دعت إليه ممثلي وسائل الاعلام المحلية والعربية والعالمية المحتشدة حالياً في القطاع لتغطية الانسحاب الاسرائيلي من مستوطنات القطاع. ولم تكتف الحركة بذلك، بل دعت الى مؤتمر القادة المؤسسين للحركة، وقادتها السياسيين ومرشحيها المحتملين لانتخابات المجلس التشريعي في الحادي والعشرين من كانون الثاني يناير المقبل، فيما بدا أنه استعراض للقدرات السياسية والجماهيرية لقادة الحركة، بعد يومين من استعراض للقوة العسكرية نظمته الحركة في شمال القطاع، أمام السلطة الفلسطينية وحزبها الحاكم حركة"فتح"التي تشهد تراجعاً متواصلاً مقابل تقدم ملحوظ لحركة"حماس". وقرأ القيادي في الحركة اسماعيل هنية بياناً سياسياً باللغة العربية فيما قرأ القيادي احمد الساعاتي البيان نفسه بالانكليزية. وبدا البيان عرضاً لمواقف الحركة من مجمل القضايا الآنية والاستراتيجية. وجدد هنية موقف"حماس"اعتبار الانسحاب من قطاع غزة واربع مستوطنات شمال الضفة بانه"إنجاز للمقاومة وثمرة لتضحيات شعبنا وصموده، ودليل على قدرة المقاومة على الانجاز وتحقيق الاهداف الوطنية"، معتبراً ان هذا الإنجاز"خطوة أولى على طريق تحرير أرضنا واستعادة قدسنا، فغزة لن تكون اولاً وأخيراً، ولن تقبل ان تتحول الى سجن يكبل حرية شعبنا، ولابد من ان يكون الانسحاب الاسرائيلي شاملاً وكاملاً بما في ذلك المعابر والبحر والاجواء". وجدد تمسك الحركة بالمقاومة"خياراً استراتيجياً لا بديل عنه حتى رحيل الاحتلال وبأهدافنا وحقوقنا الوطنية ... وتمسكها بسلاح المقاومة وحماية جهازها العسكري كتائب الشهيد عز الدين القسام المظفرة في جميع الأحوال، دفاعاً عن ارضنا وشعبنا واستكمالا لمسيرة التحرير". ووجهت الحركة في هذا السياق رسالة الى المستوطنين والاحتلال بأن"لا خيار امامكم الا الرحيل عن ارضنا والشعب الفلسطيني قادر على مقاومة طويلة النفس، ولا ينكسر ولن يستسلم مهما بلغت قوة الاحتلال"، مشدداً على ان الحركة"لا تصارع اليهود لأنهم يهود بل لانهم احتلوا ارضنا وشردوا شعبنا، وان الهدوء والاستقرار في المنطقة مترتب على انسحابكم من ارضنا وان يتمتع شعبنا بكامل حقوقه". وفي الشأن الداخلي، حاولت الحركة طمأنة حركة"فتح"والسلطة الفلسطينية، وقال هنية ان"حركة"حماس"ليست سلطة داخل سلطة، ولا هي في مواجهتها، ولا فوق القانون، ولا تنازع احداً في ذلك، لكن في الوقت نفسه لا بد من مرجعية وطنية للقرار الفلسطيني يشارك فيها الجميع، ومن هنا اكدنا ضرورة اعادة بناء وتفعيل منظمة التحرير الفلسطينية على اسس سياسية وتنظيمية جديدة". وأضاف ان الحركة"تسعى الى الشراكة مع أبناء شعبنا في القرار، انطلاقاً من المسؤولية المشتركة تجاه الوطن والشعب،، وانطلاقاً من قاعدة شركاء في الدم شركاء في القرار". واكد ان الحركة"لا تسعى الى التفرد والاستفراد، وترفض استفراد الآخرين بالقرار تحت أي مبرر كان في اشارة الى حركة"فتح"، ومن اجل ذلك اتفقت الحركة مع الرئيس محمود عباس وبقية الفصائل على تشكيل لجنة وطنية للاشراف على ملف الانسحاب ووضع الضمانات الوطنية التي توفر الشراكة والشفافية". وجدد تمسك الحركة بالثوابت الفلسطينية"وفي مقدمها الأرض والقدس وحق العودة ورفض كل اشكال الاحتلال والاستيطان"مطالباً بإطلاق جميع الاسرى"القاطنين في الاراضي المحررة كخطوة على طريق تحرير بقية أسرانا الميامين".