أكد القيادي في "حركة المقاومة الاسلامية" حماس سعيد صيام ان "حماس" لن توقف العمليات الفدائية او تعلن وقفاً للنار طالما بقي الاحتلال الاسرائيلي جاثماً فوق الاراضي الفلسطينية. وقال في معرض رده على تصريحات لوزير الخارجية الفلسطيني نبيل شعث الذي ربط بين اشراك "حماس" في السلطة الفلسطينية والتزامها وقف النار: "ان هذا الشرط في غير موضعه"، مضيفا في تصريح الى وكالة الصحافة الفرنسية: "نحن لم نطلب المشاركة في السلطة الفلسطينية القائمة، لكن نتحدث عن الانسحاب الاسرائيلي من قطاع غزة، وحينما نشارك في السلطة فمشاركتنا بدافع الدم". وكان شعث قال في حديث الى الاذاعة الاسرائيلية في وقت سابق: "ان فكرة مشاركة حماس في السلطة الفلسطينية مرتبطة بانسحاب اسرائيلي من قطاع غزة، ووقف تام للنار". وأضاف: "نأمل في ان يكون هناك وقف فعلي لاطلاق النار بعد ان يتم الانسحاب الاسرائيلي" من القطاع الذي من المتوقع ان لا يتم قبل عام ونصف العام، حسب تصريحات لرئيس الحكومة الاسرائيلية ارييل شارون ووفق خطته للانسحاب من القطاع واربع مستوطنات في الضفة في اطار خطته لفك الارتباط مع الفلسطينيين. وقال شعث ان "حماس ستكون عندئذ ملتزمة تماما فرض احترام الهدنة، بشكل لن يكون على قوات الامن الفلسطينية سوى معاقبة اولئك الذين ينتهكون وقف النار، من دون الدخول في حرب شاملة ضد المنشقين". ويخشى كثيرون من ان يحدث اقتتال داخلي فلسطيني في حال انسحبت اسرائيل من القطاع، الامر الذي دفع القوى والفصائل الى الشروع في حوار وطني بغية التوصل الى صيغة ما للشراكة السياسية وصنع القرار يجنب الفلسطينيين صراعاً داخلياً. وشدد صيام على انه "طالما بقي الاحتلال، فالمقاومة مستمرة، وخلال فترة المقاومة لا نزاحم احدا"، في اشارة الى الشراكة في هيئات السلطة الفلسطينية القيادية. وكان الرئيس ياسر عرفات اعلن رغبته مشاركة "حماس" في السلطة، الامر الذي رحبت به الحركة التي تعد حاليا "رؤية" في شأن سبل ادارة القطاع في مرحلة ما بعد الانسحاب بالتعاون مع بقية الفصائل والسلطة. وقال صيام: "ان العدو الاسرائيلي رفض ما عرضناه في السابق لتحييد المدنيين من الجانبين، ما يدفعنا للقيام بعمليات استشهادية كبيرة رداً على المجازر الاسرائيلية واستهداف المدنيين الفلسطينيين، خصوصا القادة السياسيين وآخرهم الشيخ احمد ياسين"، مؤسس الحركة الذي اغتالته اسرائيل في 22 الماضي وتعهدت بالانتقام له انتقاماً "يشفي الصدور". وأضاف صيام: "ان الاحتلال الاسرائيلي يمارس القتل يوميا ضد المدنيين والاطفال الفلسطينيين" مشدداً على انه "حينما يوقف العدو استهداف المدنيين الفلسطينيين ستقرر حماس المناسب". ومن المقرر ان تعقد الفصائل والقوى المنضوية تحت لواء لجنة المتابعة العليا للقوى الوطنية والاسلامية اجتماعاً لها غداً للبحث في سيناريوهات مرحلة ما بعد الانسحاب. ومن المرجح ان تقدم "حماس" رؤيتها في شأن سبل ادارة القطاع بعد الانسحاب الى شركائها في لجنة المتابعة والتوفيق بينها وبين "وثيقة آب"، وهي مشروع برنامج سياسي توصلت اليه الفصائل قبل اكثر من عام ونصف العام.