تواصل صدور المواقف من اجتماع نيويورك لدعم لبنان وكلام وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس فيه. وأجمع أصحاب المواقف على رفض ربط المساعدات الاقتصادية بالقرار 1559، وكانت كتلة"المستقبل"النيابية انبرت للدفاع عن رئيس الحكومة فؤاد السنيورة وعن برنامج حكومته، وخصوصاً مشروع التخصيص الذي ظهرت اصوات تشكك فيه. وحذر الامين العام ل"حزب الله"السيد حسن نصرالله من"ربط المساعدات الاقتصادية التي وعد بها لبنان بصدقات مسمومة أو شروط سياسية". واعتبر ان ما قيل في نيويورك يثير القلق، وفضل عدم استعجال الامور في انتظار عودة السنيورة وتقديم توضيحات في مجلس الوزراء لما جرى. وهاجم نصرالله الموقف الاميركي واتهم الادارة الاميركية من الرئيس جورج بوش الى وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس الى السفير الاميركي في بيروت جيفري فيلتمان بالتدخل في تفاصيل السياسة اللبنانية وتحديد مواصفات رئيس الجمهورية. وأكد وزير الاتصالات مروان حمادة انه لا يختلف"أبداً مع رئيس الحكومة فؤاد السنيورة في دعوته رئيس الجمهورية اميل لحود الى الاستقالة"، لافتاً الى ان"هناك دولاً تريد ربط المساعدات الاقتصادية للبنان بالقرار الدولي 1559، ونحن نرفض ذلك". وأشار خلال استقباله الممثل الشخصي للأمين العام للامم المتحدة في الجنوب غير بيدرسون الى ان السنيورة"سيشرح لنا كل ما قام به في نيويورك". وأضاف:"المؤتمر بصورة عامة كان ايجابياً، وأنا اشكر للرئيس السنيورة الجهود التي بذلها والتي لم تكن سهلة لأنها كانت المواجهة الاولى بين لبنان والمجتمع الدولي بعد فترة عصيبة جداً خسر فيها لبنان من كان يتولى هذه الامور الدولية وهو الرئيس الشهيد رفيق الحريري"، نافياً إمكان حدوث أزمة حكومية أو"تصدع في العلاقات التحالفية القائمة". وأوضح وزير الشباب والرياضة أحمد فتفت ان"ليس هناك استعداد لدفع أي اثمان سياسية في مقابل المساعدات الموعودة للبنان"، مستبعداً حصول انتكاسة داخل مجلس الوزراء. وأعلن وزير الاشغال محمد الصفدي ان"اللبنانيين ليسوا في حاجة الى وصاية، أما اليد الممدودة للعون والصداقة فأهلاً بها". واعتبر عضو"اللقاء الديموقراطي"النائب انطوان اندراوس ان"الحزب التقدمي الاشتراكي"لديه تساؤلات في موضوع نيويورك". ولفت الى ان"الرئيس بري ذهب أبعد من غيره في هذا الموضوع، وأتأسف على ذلك، لأنه يعرف جيداً ان قوانين التخصيص تم التصويت عليها من جانبنا وايضاً من جانبه في مجلس النواب". وشكك العلامة السيد محمد حسين فضل الله"بوعود الدول المانحة والمسألة هي ان يبقى لبنان تحت الوصاية الاميركية وغيرها". وكانت كتلة"المستقبل"التي يترأسها النائب سعد الدين رفيق الحريري ردت على هذه المواقف باستغراب"مواقف التشكيك التي صدرت وترفض البرنامج الاصلاحي المتعلق بالتخصيص والذي هو في صلب البيان الوزاري. ورأت ان هذه المحاولة التي يقوم بها البعض تحت غطاء الشعارات ذاتها التي كانت تذكرنا بعهد الوصاية والتسلط والاستئثار بالسلطة ومصادرة ارادة اللبنانيين وهي شعارات لن يسمح لها باعادة لبنان الى ذلك العهد المشؤوم". وتساءلت الكتلة"كيف يكون التخصيص المعتمد في قطاعات عدة في عشرين دولة عربية عملاً قومياً سليماً، ثم لا يكون كذلك في لبنان على رغم انه شُرّع في قوانين أقرّها مجلس النواب". وأشادت الكتلة بالسنيورة"وسياسته الحكيمة في نيويورك". وانتقد الحزب السوري القومي الاجتماعي حملات الضغوط على سورية والتهويل بأن لها"دوراً في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري"وبأنها"تدفع المتسللين الى العراق". وقال المكتب السياسي للحزب في سورية في بيان تلقت"الحياة"نسخة منه ان هذه التهويلات"تترافق مع مؤتمرات تعقد في بعض العواصم الغربية يسوقون اليها من هب ودب تحت عنوان المعارضة السورية في الخارج". ودعا احزاب الجبهة الوطنية التقدمية الائتلاف الحاكم في سورية الى"الوقوف متماسكين بصلابة في وجه الهجمة الشرسة وخطط الاخضاع التي تعدها مطابخ التحالف الأميركي - الصهيوني ودوائر استخباراتها". فيلتمان: المؤتمر مرتبط بالإصلاح وشرح السفير الأميركي جيفري فيلتمان خلال زيارته بري، النقاشات التي أجريت حول اجتماعات نيويورك و"ارتياحنا لنتائج هذه الاجتماعات". وعما اذا كانت المساعدات الاقتصادية، مرتبطة بشروط سياسية أميركية، أكد فيلتمان أن"اجتماع نيويورك والمؤتمر الذي سيليه، يتعلق ببرنامج الإصلاح اللبناني، وما يريده المجتمع الدولي هو إظهار الدعم لبرامج الإنماء في لبنان التي يقوم بها اللبنانيون بأنفسهم، لذلك فإنها مرتبطة سياسياً بالمجريات السياسية في لبنان". واعتبر السفير الإيراني مسعود ادريسي بعد لقائه النائب ميشال عون، أن"المغزى الأساس للقرار 1559 طبق بالفعل ولم يبق ما يعتد به في هذا القرار"، لافتاً إلى أن القرار"يتحدث عن سلاح الميليشيات وسلاح"حزب الله"هو سلاح المقاومة ولا يمت إلى مفهوم الميليشيات بأي صلة. ونعتقد انه يوجد تفاهم في الرأي العام اللبناني على مناقشته في شكل هادئ وبناء وصريح من خلال حوار داخلي". خوجة: السعودية ستضاعف جهودها وأكد السفير السعودي في لبنان عبد العزيز خوجة انه"كان للبنان دائماً الموقع الخاص في قلب القيادة السعودية وفكرها، والملك عبدالله بن عبد العزيز يخص لبنان وشعبه بمحبة مميزة تنبع من العلاقات الأخوية التاريخية بين البلدين والشعبين الشقيقين"، مشدداً على"أن المملكة ستضاعف جهودها الإقليمية والدولية، ولن توفر أي مساعدة ليتمكن لبنان من النهوض مجدداً من المحنة التي يعيشها، وهو مدعو إلى نفض غبار المحنة عن كاهله والانطلاق من جديد لاستعادة دوره المتميز في المنطقة، والشعب اللبناني مدعو إلى الوحدة والتضامن لتخطي صعوبات المرحلة السياسية والاقتصادية بكل وعي ومسؤولية".