لم يكن اليوم الأخير من الحملة الانتخابية لمرشحي الانتخابات البرلمانية المصرية ليمر من دون أن يصل الصدام بين المحامي الإسلامي السيد منتصر الزيات وجماعة"الإخوان المسلمين"الذروة، حيث اتهم الزيات الجماعة بشن حرب ضده تستهدف التأثير على موقفه كمرشح يتنافس على مقعد الفئات في دائرة بولاق الدكرور التابعة لمحافظة الجيزة. وقال الزيات ل"الحياة"انه أفلت من مطب فضائي نصبه"الإخوان"له إذ كان ضيفاً على برنامج"على الهواء"في قناة أوربيت مساء أول من أمس مع القيادي البارز في"الإخوان"الدكتور عصام العريان وسألهما الزميل جمال عنايات عن سبب تطاحن الإسلاميين على مقعد الدائرة وغياب تنسيق بين الزيات والإخوان الذين رشحوا واحداً من رموزهم هو السيد جمال عشري ضده. شرح الزيات وقائع ما جرى، وقال إنه حاول التنسيق مع الإخوان وانه زار مرشدهم السيد محمد مهدي عاكف لكنهم رفضوا إخلاء الدائرة له، وإنهم"استهزأوا به"عندما عرضوا عليه الترشيح في دائرة إمبابة ثم تراجعوا وأبلغوه أن يرشح نفسه في دائرة"الحوامدية"ثم عادوا ونصحوه بأن يرشح في"البدرشين". وأوضح أنه قرر في النهاية أن يبقى على ترشيحه في"بولاق الدكرور"حيث يسكن ويعيش منذ سنوات. وفي المقابل، أبدى العريان تقديراً بالغاً للزيات ونصحه على الهواء بأن يتنازل، على أساس أن مرشح الجماعة يحظى بشعبية في بولاق الدكرور، ويكاد يضمن الفوز بالمقعد وان انسحاب العشري لن يكفل للزيات بالمقعد الذي سيذهب عندها إلى مرشح الحزب الحاكم. وأكد أن"الإخوان يكنون للزيات اعتزازاً خاصاً". وفجأة اتصل مرشد"الإخوان"عاكف بالبرنامج وراح يشيد بالزيات وتاريخه وعلاقته بالإخوان ثم طلب منه أن يتنازل"حفاظاً على الصوت الإسلامي". ومن بعده تحدث هاتفياً أيضاً القيادي البارز في الجماعة المحامي محمد طوسون الذي تربطه علاقة وطيدة بالزيات حيث يعملان سوياً في مجلس نقابة المحامين وأخذ يشيد بأداء الزيات في مجلس النقابة واعتزاز الإخوان به، ثم أعرب عن أمله بأن يتنازل الزيات عن الترشيح لمرشح الإخوان. عندها شعر المحامي الإسلامي أن الضغوط تزداد عليه، فقال إنه لا يملك أمر نفسه وإن هناك من أيدوه وساندوه من أبناء دائرته وعشيرته، وإنه لا يمكن أن يخذلهم وأن يتنازل في اللحظة الأخيرة من دون أن يرجع إليهم. وخرج من الاستيديو وتوجه إلى دائرته فوجد مناصريه جهزوا لمسيرة ضخمة لتأييده وطافوا به أرجاء الحي وكانت المفاجأة أن مرشح الإخوان العشري يجول مع أنصاره شوارع الحي ليعلن أن الزيات انسحب من الانتخابات فكاد الصدام يقع بين الطرفين. وأسرع مناصرو الزيات إلى استخدام مكبرات الصوات لإبلاغ الناخبين انه لم يتنازل وان الأمر كان"لعبة"مرتبة من جانب الإخوان الذين سارع موقعهم على شبكة الانترنت إلى إعلان انسحاب الزيات الذي سارع هو الآخر بتوزيع بيان على وسائل الإعلام المحلية والأجنبية ينفي فيها ما نسبه الإخوان اليه، لتظل المعركة بين الطرفين مستمرة حتى تحسمها إرادة الناخبين أمام صناديق الاقتراع اليوم.