تبدأ اللجنة المشرفة على الانتخابات البرلمانية المصرية اليوم في تلقي طلبات الترشيح في ظل توقعات بوقوع أزمة تتعلق بالرموز الانتخابية، إذ يرجح أن الحزب الوطني الحاكم حجز لمرشحيه رمزي"الهلال"و"الجمل"في كل الدوائر على رغم أن الرموز توزع وفقاً لأسبقية تقديم الطلبات. ونشرت صحف المعارضة، أمس، صوراً للافتات دعائية لمرشحين من الوطني ظهر فيها رمزا"الهلال"الذي وزع على مرشحي الوطني لمقاعد الفئات و"الجمل"الذي ناله مرشحو الحزب لمقاعد العمال والفلاحين. وحتى أمس ظلت بعض المشاكل داخل الحزب الوطني من دون حسم، بل انها تفاعلت بعدما أعلن الحزب لائحة مرشحيه بالكامل، إذ اعترض أقطاب في الحزب على التشكيل الذي انتهت إليه لائحة المرشحين وقرروا خوض الانتخابات مستقلين، ما يعني أن ما جرى في الانتخابات السابقة العام 2000 سيتكرر حيث سيخوض رموز الحزب منافسة شرسة في الانتخابات ضد زملاء لهم اصروا على الترشيح مستقلين على رغم تحذيرات صدرت من قادة الحزب بأن قرار فصل سيصدر إذا خالفوا قواعد الترشيح. لكن الحزب يجد دائماً نفسه مضطراً إلى ان يضم هؤلاء مجدداً إلى عضويته بعد فوزهم في الانتخابات حتى يظل يتمتع بالغالبية البرلمانية. وكان الحزب الوطني اصدر مساء أمس قوائم بأسماء مرشحيه البالغ عددهم 444 مرشحاً لخوض الانتخابات في 222 دائرة. وكان الرئيس حسني مبارك اعتمد اسماء المرشحين أول من امس الخميس بعد اجتماع استمر ثلاث ساعات مع اللجنة العليا للانتخابات في الحزب الوطني. ومن بين المرشحين 176 مرشحاً جديداً، بنسبة تغيير تصل الى 35 في المئة. ويُتوقع، في غضون ذلك، ان تعلن جماعة"الاخوان المسلمين"قائمتها المنتظر أن تضم نحو 170 مرشحاً موزعين على مختلف الدوائر. وقالت مصادر في الجماعة ان دوائر بعينها تُركت من دون ان ترشح الجماعة فيها احداً، إما لكونها دائماً محسومة لمصلحة أشخاص بعينهم، سواء من الحزب الوطني الحاكم أو غيره، أو لأن الجماعة تركتها لمرشحي الجبهة التي أسستها قوى المعارضة اخيراً بما فيها جماعة الاخوان. لكن ما رشح عن الترشيحات يُظهر ان المنافسة ستدور أيضاً بين مرشحين من جبهة قوى المعارضة وبين مرشحين من"الاخوان"، مثلما سيجري في دوائر بولاق الدكرور التي يرشح فيها"الاخوان"أحد رموزهم، فيما أعلنت جبهة المعارضة ترشيح المحامي الاسلامي منتصر الزيات الذي رفض"الاخوان"ان يمنحوه تأييدهم، ما تسبب في أزمة عنيفة بينه وبين الجماعة. واتصل رئيس حزب"الغد"الدكتور أيمن نور بعدد من مُبعدي"الوطني"لإقناعهم بالترشح على لائحته. وقال نور ل"الحياة"إن"بعض الاتصالات أثمر، ووافق بعضهم على خوض الانتخابات باسم الغد". بيد أنه رفض الإفصاح عن أسمائهم"لحساسية الموضوع". وهو لا يرى في ضم أعضاء"الوطني"إلى لائحة"الغد"ما يناقض الالتزام الحزبي،"فحزبنا يمر بظرف خاص، وعمره لا يتجاوز تسعة أشهر، لذلك فنحن نرحب بالشرفاء من أي تيار، وخصصنا ثلث ترشيحاتنا لمن يرغبون من خارج الغد في الانضمام إلينا". ولفت إلى ضوابط لضم المبعدين، بينها"ألا تكون لهم مواقف معادية للحريات أو مآخذ على أدائهم الوطني، كما لا بد أن يكونوا من الشباب. وهذه مقاييس عادلة". وإذا كان نور نجح في ضم بعض مبعدي الحزب الوطني، فإنه لا ينفي نجاح الانشقاق الذي ضرب صفوف حزبه قبل أسابيع في"زعزعة ثقة البعض الآخر وترددهم في الترشح تحت لواء الغد". وهو يعتقد أن هدف الانشقاق"هو عدم تمكين الحزب من جمع أكبر عدد من المرشحين وإثارة الذعر في نفوسهم ... للأسف نجح هذا في شكل كبير". وقال رجل أعمال رفض الحزب الوطني ترشيحه في القاهرة ل"الحياة"إنه درس عرضاً لترشيح نفسه عن"الغد"، لكنه عاد وتراجع"تلافياً لأي مشاكل مع الحزب الحاكم في حال خسرت الانتخابات". وبعيداً من"المرفوضين"، ضم نور نواباً سابقين للحزب الوطني إلى لائحة مرشحي حزبه، منهم أستاذ الطب في جامعة عين شمس الدكتور مدحت عبدالهادي الذي خسر جولة الإعادة في الانتخابات الماضية بعدما خاضها مستقلاً أمام وزير المال الدكتور يوسف بطرس غالي في دائرة المعهد الفني في حي شبرا القاهري.