يعتبر وزير الخارجية البريطاني السابق روبن كوك الذي توفي عن تسعة وخمسين عاماً اول من امس السبت, من ألمع اعضاء حزب العمال الحاكم, وبقي حضوره لافتاً في الحياة السياسية على رغم انسحابه من الحكومة بسبب معارضته الحرب على العراق. وكان هذا الاسكتلندي النحيل المتقد حيوية, استقال من منصبه وزيراً للعلاقات مع البرلمان في حكومة توني بلير في آذار مارس 2003, مبرراً ذلك باحتجاجه على قرار مشاركة القوات البريطانية الى جانب الولاياتالمتحدة في العراق. وقال في خطاب تاريخي عند اعلان استقالته وسط تصفيق اعضاء مجلس العموم:"لا استطيع القبول بالمسؤولية الجماعية بمشاركة المملكة المتحدة الآن في العراق من دون تفويض دولي ولا دعم على الصعيد الوطني". وعلى رغم معارضته سياسة بلير في العراق, كان روبن كوك حاضراً جداً في حملة الانتخابات الاشتراعية ربيع 2005, من خلال سعيه جاهداً لاقناع المعارضين للحرب، وخصوصاً المسلمين, بالتصويت لحزب العمال بغض النظر عن كل شيء. تولى كوك حقيبة الخارجية بين العامين 1997 و2001. وخلال وجوده على رأس الديبلوماسية البريطانية, حصل التدخل البريطاني في كوسوفو وسيراليون. وكان اثار غضب الهند وباكستان عندما عرض المساعدة لحل الازمة في كشمير. وعرف روبن كوك بشغفه بسباقات الخيل وكان يعمل في اوقات فراغه في هذا المجال. وكان نائباً عمالياً وسط يسار لمنطقة ليفينغستون وسط اسكوتلندا. ولد روبرت فينلايسون كوك الذي لقب بروبن في 28 شباط فبراير 1946 قرب غلاسكو اسكوتلندا، ودرس الادب في جامعة ادنبره, قبل انتخابه نائباً عن احدى دوائر وسط ادنبره في 1974, واحتفظ بنيابته حتى العام 1983. وكان خطيباً لامعاً صعد نجمه بسرعة في الحزب ودخل حكومة الظل فريق من كبار مسؤولي المعارضة في اواخر الثمانينات. وفي 1994 قرر عدم المشاركة في السباق لرئاسة الحزب لأنه كان يعتقد عموماً بأنه يفتقر الى قوة الشخصية اللازمة لقيادة العماليين الى الفوز في الانتخابات. وبعدما مثل في بداياته اليسار في الحزب, ساند"الطريق الثالث"الذي ينادي به توني بلير. وعندما عيّن وزيراً للخارجية بعد فوز حزب العمال في الانتخابات عام 1997, اعلن عزمه على اضفاء"بعد اخلاقي"على السياسة الخارجية. وسخر خصومه السياسيين غالباً من ذلك التصريح. وسرعان ما احتلت مشكلاته الزوجية الصفحات الاولى للصحف التي تحدثت عن الطريقة التي ترك فيها زوجته في مطار هيثرو اللندني اثناء ذهابه في عطلة, بعدما كشفت احدى الصحف انه كان على علاقة غرامية مع سكرتيرته. ونشرت زوجته الاولى بعد ذلك كتاباً روت فيه حياتها. وروبن كوك اب لولدين. وتزوج بعد ذلك بعشيقته السابقة. توفي اثناء ممارسته هوايته المفضلة وهي المشي في الجبال. ولدى سماعه نبأ الوفاة, حيّا رئيس الوزراء البريطاني"المواهب الاستثنائية" التي كان يحظى بها وزير الخارجية الراحل. وقال في بيان ان"روبن كان يحظى بمواهب مرموقة استثنائية"ووصفه بأنه كان"لامعاً وقاطعاً في المداولات ومقنعاً". وأضاف:"على رغم عدم توافقنا في شأن العراق, كنت احترم دوماً الطريقة التي كان يعبر بها عن آرائه.