نصّب مرشد الجمهورية الايرانية علي خامنئي أمس محمود احمدي نجاد رئيساً، في مراسم حضرها الرئيس المنتهية ولايته محمد خاتمي وكبار المسؤولين. ويتولى احمدي نجاد 48 عاماً المحسوب على التيار المتشدد مهمات منصبه بعد ادائه القسم الدستوري امام البرلمان السبت المقبل. راجع ص10 ولوحظ ان خامنئي تعمد تسليم مرسوم الرئاسة شخصياً الى احمدي نجاد، متجاهلاً خاتمي الذي كان العرف يقتضي بأن يسلم الوثيقة بنفسه الى خلفه. ورأى مراقبون ان ذلك يعكس, ضعف موقع خاتمي مستقبلاً, بعد إلحاق الهزيمة بالتيار الاصلاحي الذي كان محسوباً عليه في سلسلة من الاستحقاقات الدستورية كان آخرها الانتخابات الرئاسية. وقرأ خامنئي كلمة جاء فيها:"أوافق على اختيار الأمة وأعين الدكتور محمود أحمدي نجاد رئيساً للجمهورية الاسلامية الايرانية". وعانق احمدي نجاد بحرارة، فيما صافح خاتمي خلفه بلياقة، قبل ان يتحلق اركان المتشددين حول الرئيس الجديد لتهنئته. واستغل المرشد المناسبة لتجديد انتقاده ل"الديموقراطية الاميركية الواقعة في أيدي الرأسمال الصهيوني"، مكرراً وصف الولاياتالمتحدة ب"الشيطان الأكبر"، محذراً الرئيس الجديد وحكومته من"الخضوع لأي قوة"، وتقديم أي تنازلات في حق ايران بالافادة من التقنية النووية. وفي المقابل، تلا احمدي نجاد كلمة تعهد فيها الدفاع عن العدالة والسلام وخدمة المحرومين، وقال:"كخادم للجمهورية وكنقطة في محيط الأمة الايرانية الذي لا ينضب، أتعهد بأن أكون محل ثقة وآمال هذه الأمة وأن أخدمها بأمانة". ومال خامنئي صوبه مهنئاً أياه على كلمته وابدى استحسانه لها قائلاً:"حسناً. جيدة جداً". في غضون ذلك، بدا ان احمدي نجاد يستعد لمعركة مع البرلمان بشأن تشكيلة حكومته العتيدة التي تضم عدداً من الاعضاء المغمورين. وافادت تقارير ان النواب ليست لديهم معرفة مسبقة بما يزيد على 40 شخصية من اصل ستين مرشحة لمناصب في الحكومة والادارات المختلفة. وقدم امس رئيس وكالة الأنباء الايرانية عبدالله ناصري استقالته من المنصب الذي شغله على مدى خمس سنوات. واستبق ناصري بذلك قرار اقالته كونه محسوباً على خاتمي، وانتهج سياسة ليبيرالية خلال ادارته الوكالة. وافيد ان ناصري لم يعد يواظب على عمله منذ فوز احمدي نجاد بالرئاسة في الانتخابات الرئاسية في حزيران يونيو الماضي. ويتولى احمدي نجاد الرئاسة، في وقت تقترب ايران من عقوبات محتملة يفرضها عليها مجلس الامن بسبب الخلاف بشأن برنامجها النووي. ورفضت طهران امس، طلب الاتحاد الاوروبي التمهل الى الاسبوع المقبل، قبل استئناف نشاطاتها في مفاعل اصفهان. وأصرت على طلبها من المفتشين الدوليين نزع اختام وضعوها في المفاعل في اقرب وقت، الامر الذي قوبل بانزعاج في الدول الاوروبية المعنية بالمفاوضات معها.