وجه التيار الأصولي المقرب من مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران آية الله علي خامنئي اتهامات للرئيس أحمدي نجاد وحلقته المقربة منه، التي وصفها بال " تيار المنحرف"، بمحاولة اللجوء إلى انقلاب عسكري للسيطرة تماماً على مقاليد الأمور. وتناولت الصحف الإيرانية هذا الموضوع متسائلة عما يدور من أمور داخل البلاد، وما تردد على لسان داود أحمدي نجاد شقيق الرئيس الإيراني من أن من أسماهم بالتيار المنحرف قد يلجؤون للخيار العسكري قريبا. والتساؤلات الأبرز التي تناولتها الصحف المحلية هي: هل سيلجأ أحمدي نجاد لانقلاب عسكري؟ وهل يشهد الحرس الثوري انقسامات ونزاعات داخلية بين مناصري ومعارضي الرئيس أحمدي نجاد؟ أم سيدخل الباسيج في مواجهة مع الحرس الثوري لصالح أحمدي نجاد؟ أم العكس صحيح؟ هذه التساؤلات تم التطرق لها بعدما أشار داود أحمدي نجاد، شقيق الرئيس الإيراني أحمدي نجاد، إلى نية من أسماهم بالتيار المنحرف اللجوء إلى خيار الانقلاب العسكري، لكن لم يوضح شقيق أحمدي نجاد من يقصد، وعلى من أطلق التيار المنحرف؟ فهذه التسمية تم استخدامها من قبل التيار الأصولي لأول مرة وذلك للإشارة للمقربين من شقيق الرئيس، فهل كان يقصد بهذه التسمية الإصلاحيين الذين خرجوا إلى الشوارع عقب الإعلان عن نتائج الانتخابات الرئاسية في يونيو / حزيران 2009 وذلك احتجاجاً على إعادة انتخاب محمود أحمدي نجاد لفترة رئاسية ثانية؟ كذلك أشارت صحف إيرانية الى أن شقيق الرئيس كان تحدث قبل فترة عن مباحثات سرية جرت قبل أسابيع في مدينة مشهد بين أعضاء حكومة أحمدي نجاد وعدد من قيادات الحرس الثوري والذي كان هو شخصياً حاضراً فيها بالإضافة إلى مراقبين من مكتب المرشد علي خامنئي. نجاد يسعى للحرب وسربت بعض المصادر أن الجنرال أحمد وحيدي الذي كان قائدا عاماً سابقا في الحرس الثوري، والذي يتولى حقيبة الدفاع في حكومة أحمدي نجاد، ويعتبر عين الحرس الثوري في الحكومة، أنه قال في إحدى الاجتماعات: "لدينا معلومات أكيدة عن أن عددا من أعضاء الحكومة يحضرون للخروج من البلاد، كذلك لدينا معلومات عن أن أحمدي نجاد قام بإعداد الأرضية المناسبة لدفع الولاياتالمتحدة للقيام بضربة عسكرية ضد إيران". ويرى مراقبون أن من سمات الخيار العسكري الذي تحدث عنها شقيق الرئيس هو أن يكون أحمدي نجاد ضالعا بشكل أو بآخر في الكشف عن محاولة الاغتيال الفاشلة التي تستهدف السفير السعودي في واشنطن، وأنها كانت تهدف لإعطاء المبرر الكافي للولايات المتحدة لشن حرب على إيران، وكان قد رتبها تيار أحمدي نجاد لتبرير الهجوم على إيران، ويكون المتهم الرئيس فيها هو فيلق القدس التابع للحرس الثوري، إلا أن الرئيس نجاد قد يكون أثناء زيارته للولايات المتحدة قد أبلغ المسؤولين الأمريكيين بالمؤامرة، حتى تكتمل الأحجية، ويكون الحرس الثوري في الواجهة. ويشرح عارفون أن أحمدي نجاد يعلم بأنه لم يعد لديه الكثير من الوقت حتى الانتخابات الرئاسية المقبلة عام 2013، وقد يكون البرلمان المقبل يحضر للتصويت على شكل نظام حكم جديد يستند على البرلمان في انتخاب الرئيس بدلا من الشعب، أو حتى يمكن الذهاب الى أبعد من ذلك عبر حذف منصب رئيس الجمهورية وإحياء منصب رئاسة الوزراء إلى الواجهة، وهكذا سيتم إقصاؤه من منصبه قبل نهاية فترة رئاسته القانونية. ومن هنا، بحسب هؤلاء، فأحمدي نجاد الذي لم يعد يملك الكثير من الخيارات، يرى في الحرب الخيار الوحيد لبقائه في السلطة أو على الأقل البقاء في منصبه الى حين إنهاء فترة رئاسته القانونية، والتي ستنتهي في اغسطس 2013. وتقول مصادر إن أحمدي نجاد يرى في الحرب كذلك مبرراً آخر لإجبار ساسة النظام الحاكم في إيران على الدخول في حوار مباشر مع الولاياتالمتحدة، ومن الممكن أنه قد أرسل برسالة للأمريكيين بهذا الموضوع من قبل، وقد تكون الولاياتالمتحدة قد استجابت لهذا المطلب وأرسلت إليه إشارات إيجابية. ويضيف العارفون "أن أحمدي نجاد يرى في نفسه أنه من وضع حجر أساس هذه المباحثات، خصوصاً إذا ما نظرنا إلى الضغوط على المرشد في عزل أحمدي نجاد، حيث يرى منتقدوه أن سياساته الخاطئة كانت السبب في توسيع الغرب لنطاق العقوبات المفروضة على إيران، و تدهور الأوضاع الاقتصادية في البلاد، والأهم وضع الخيار العسكري على طاولة الغرب من أجل القيام بضربة عسكرية ضد إيران بسبب برنامج إيران النووي والذي يقوده أحمدي نجاد". عزل الرئيس وقامت مؤخراً رابطة علماء الدين المناضلين "جامعة روحانيت مبارز" بطرد الشيخ جعفر شجوني من عضوية الرابطة بعد أن أجرت صحيفة لبنانية معه لقاءً قال فيه إن النظام في إيران متمسك بأحمدي نجاد حتى ينهي فترة رئاسته الثانية في عام 2013، واتهمت الرابطة شجوني بأنه حاول دعم موقف أحمدي نجاد في مواجهتهم، وأن النظام الحاكم في إيران اتخذ قراره النهائي في إنهاء مهامه الرئاسية قبل انتهاء فترة رئاسته. واعتبرت الرابطة أيضاً أن شجوني مقرب من التيار المنحرف، وذلك في إشارة للرئيس أحمدي نجاد وحلقته المقربة منه في الحكومة. وقيل أيضاً إن أحد أبناء المرشد خامنئي التقى بالرئيس الإصلاحي السابق محمد خاتمي لبحث عودة الإصلاحيين مجددا الى الساحة السياسية. لكن لا يمكن تأكيد هذه الأنباء، خصوصا وأن النظام لم يقم حتى الآن بوضع اسم أي من مسؤولي حكومة أحمدي نجاد في قائمة الممنوعين من السفر خارج البلاد. كذلك لا يمكن التقليل من الدور الذي لعبه رجل الدين آية الله واعظ الطبسي في هذه المشاورات، خصوصا مع قائد الحرس الثوري بحسب مصادر مطلعة.