سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"كتائب عبدالله عزام" في تنظيم "القاعدة" تعلن مسؤوليتها عن هجمات قتل فيها جندي اردني وأصيب اثنان آخران . صاروخ كاتيوشا يخطىء بارجة أميركية في العقبة وآخر يسقط في ايلات الاسرائيلية
قتل جندي أردني وأصيب آخر بعد سقوط صاروخ كاتيوشا على مستودع لآليات الجيش الأردني يقع بالقرب من شاطىء خليج العقبة في حادث أمني اتهم فيه أربعة أشخاص مجهولو الهوية يحملون الجنسيتين المصرية والعراقية واستهدف بارجة عسكرية أميركية كانت ترسو في الميناء منذ الاثنين الماضي. وتبنى تنظيم"القاعدة"في بيان وقع باسم"كتائب الشهيد عبدالله عزام، تنظيم القاعدة - بلاد الشام وأرض الكنانة"هذا الهجوم الاول من نوعه في تلك المنطقة، واعتبرته"باكورة أعمالها الجهادية في الاردن". وقال مصدر امني رويترز ان قوات الامن الاردنية تطارد سورياً وعراقيين اثنين يشتبه بأنهم وراء الهجمات. وذُكر لاحقاً ان المهاجمين استخدموا ثلاثة صواريخ فقط من أصل سبعة عثر عليها في المكان الذي كمنوا فيه لاطلاقها. واستوجب الحادث رفع حال التأهب في اسرائيل، فيما شددت هيئة قناة السويس اجراءات الامن على جانبي القناة وأعيد تأكيد الحظر النهائي للصيد بالقوارب الصغيرة داخل المجرى الملاحي. كما ادى الحادث بحسب الخبراء اب الى ارتفاع اسعار النفط الخام على جانبي الاطلسي. اذ ارتفع الخام الاميركي الخفيف 1.13 دولار الى 64.40 دولار للبرميل من سعر اقفاله الخميس عند 63.27 دولار. وارتفع خام القياس الاوروبي"برنت"1.08 دولار الى 63.48 دولار للبرميل في عقود ايلول سبتمبر. وأفاد مصدر أمني أردني ل"الحياة"أن الحادث وقع في الثامنة صباح أمس الجمعة بالتوقيت المحلي عندما انطلقت ثلاثة صواريخ كاتيوشا من مستودع استأجره أربعة أشخاص يحملون الجنسيتين المصرية والعراقية قبل أيام عدة داخل المنطقة الصناعية في العقبة القريبة من الحدود مع اسرائيل. ويبدو أن الصاروخ الأول الذي استهدف البارجة الأميركية"يو اس اس آش لاند"سقط بالخطأ على الشاطىء ليصيب مستودعاً لآليات الجيش الأردني مما أدى الى مقتل الجندي أحمد جمال النجداوي وجرح زميله أحمد محمد فلاح أثناء قيامهما بحراسة الموقع، حسب بيان اردني رسمي نقلته وكالة الانباء الاردنية بترا التي لم تشر الى وجود البارجة الاميركية. ورفضت السفارة الأميركية في عمان التعليق على الحادث واكتفت بالقول أنها تنظر في تقارير عن وقوع انفجار في العقبة. لكن الليوتانت شارلي براون، الناطق باسم"المارينز"في قاعدة البحرين اب، أكد ان الصاروخ مرّ فوق البارجة"آش لاند"وسقط في المستودع الذي تستخدمه القوات الاميركية ايضاً وأحدث فيه حفرة بعمق 8 أقدام. واشار براون الى وجود بارجة اخرى بالقرب من الاولى هي"يو اس اس كيرسارج"التي تقل وحدة مارينز مشاركة بالحرب على الارهاب وبالعمليات في العراق. وقال قائد"المارينز"جيف برسلاو لشبكة"سي ان ان"انه"من غير المعتاد ان تتعرض سفن اميركية لهجمات في هذه المنطقة". وقال وزير الداخلية الاردني عوني يرفاس ل"لحياة"ان البارجة الاميركية لم تصب بأذى على الاطلاق وأنها غادرت ميناء العقبة حسب البرنامج المقرر لها. وأكد يرفاس أن الحادث لن يثني الاردن عن مواقفه في مكافحة الارهاب، مشيراً الى ان"الحياة عادت الى طبيعتها"في مدينة العقبة بعد ساعة من وقوع الحادث. وفي اتصال هاتفي مع"الحياة"قال أحد سكان العقبة"أمجد زريقات"أنه كان بالقرب من مكان الحادث لكنه لم يسمع به إلا من وسائل الاعلام، فيما استمرت الحياة الطبيعية في المدينة. وركز خطباء الجوامع في خطب الجمعة على نبذ الارهاب والتمسك بوسطية الاسلام. أما الصاروخ الثاني فوقع على منطقة خالية قرب مستشفى الأميرة هيا العسكري الذي أحدث اصابة طفيفة في السور الخارجي للمستشفى دون وقوع اصابات بشرية، وتعتقد المصادر الامنية ان الصاروخ وقع ايضا بالخطأ على المستشفى، في حين سقط الثالث في منطقة ايلات الاسرائيلية. وأكدت مصادر مستشفى الأميرة هيا العسكري في العقبة نقل ثلاثة مصابين الى المستشفى، من بينهم عامل مصري اسمه سيد معتوق يعمل بالقرب من موقع المستودع. وحاولت الطواقم الطبية انقاذ حياة الجندي لكنه توفي في غرفة العناية المركزة، فيما وصفت اصابات الاثنين الآخرين بالمتوسطة. وعلى الفور طوقت الأجهزة الأمنية المنطقة الصناعية والميناء فيما حامت المروحيات الأجواء، واعتقل صاحب المستودع وعدد من الأشخاص الذين صادف وجودهم قرب المكان فيما غادرت البارجة الاميركية المياه الاردنية بعد ساعتين من وقوع الحادث. وامتدت عمليات البحث إلى محافظات الشمال، إذ تحدث مسافرون عن تكثيف دوريات الشرطة على امتداد الطريق الرئيسية بين العقبة وإربد 88 كيلو متراً شمال عمان. وقالت مصادر أردنية ل"الحياة"ان الحكومة الأردنية رفضت طلباً اسرائيلياً بدخول محققين اسرائيليين الى المكان الذي انطلقت منه الصواريخ. ووصل الى العقبة نائب الملك الامير هاشم بن الحسين يرافقه عدد من المسؤولين الأمنيين"وذلك بتوجيه من الملك عبد الله الثاني"الذي يقوم حالياً بزيارة عمل إلى روسيا الاتحادية، وترأس اجتماعاً لمجلس أمن الدولة للبحث في الحادث ومتابعة الاجراءات الامنية في البحث عن المشتبه بهم. وكان وزير الداخلية عوني يرفاس أكد صباح أمس وقوع"انفجار أو أكثر"في منطقة العقبة، مشيراً إلى أن التحقيق جار للوقوف على أسبابه. وأوضح يرفاس أن السفينة الحربية الأميركية كانت في زيارة"روتينية"إلى مرفأ العقبة وانتهى جدول زيارتها يوم أمس الجمعة. وفي تطور لاحق نشر احد المواقع الاسلامية بياناً تبنى فيه ما سمي بتنظيم"كتائب الشهيد عبدالله عزام - تنظيم القاعدة في بلاد الشام وأرض الكنانة"المسؤولية عن القصف بالكاتيوشا الذي استهدف مرفأي العقبة الاردني وايلات الاسرائيلي. وقال البيان:"قامت مجموعة من اخواننا المجاهدين في الثامنة والنصف من صباح اليوم الجمعة باستهداف تجمع للبواخر الحربية الاميركية الراسية في ميناء العقبة اضافة الى ميناء ايلات بثلاث قذائف صاروخية من نوع كاتيوشا... وعاد المجاهدون الى مقارهم سالمين". واضاف:"ان الصهاينة هدف مشروع لنا ولعملياتنا وكما فجرناهم في طابا وقصفناهم اليوم في ايلات سنزلزلهم قريباً في تل الربيع بإذن الله". وتابع:"إن الاميركان قد عاثوا في الارض فساداً ودمروا الارض واستولوا علي مقدرات الامة فليستعدوا لتلقي ضربات أشد وأنكى من اسود التوحيد في بلاد الشام وارض الكنانة". تنسيق اسرائيلي مع الاردن وكان وزير الدفاع الإسرائيلي شاؤول موفاز أعلن إن إسرائيل لم تتيقن بعد من هوية الجهة التي تقف وراء اطلاق الصواريخ، معرباً عن ثقته بأن قوات الأمن الأردنية"ستعمل كل ما في وسعها، كما فعلت في الماضي، لمنع تكرار مثل هذه الهجمات الإرهابية ضد إسرائيل". وقالت المصادر الأمنية الإسرائيلية، ان صاروخ"كاتيوشا"اطلق"كما يبدو من الأراضي الأردنية"سقط في شارع يقع بين مطار ايلات ومنطقة الفنادق المطلة على ساحل البحر الأحمر، وأن شظايا الصاروخ أصابت سيارة واقفة من دون أن تقع اصابات في الأرواح. واضافت أنه، على التو، رفعت قوات الأمن الإسرائيلية حال التأهب في المدينة التي تعج بآلاف السياح الإسرائيليين والأجانب، كما تم تعليق حركة الملاحة الجوية بين ايلات والعقبة. واشار موفاز الى"التعاون الوثيق بين إسرائيل والأردن على مختلف المستويات"، وأن البلدين على اتصال دائم"ليكون التنسيق تاماً". وقالت الإذاعة الإسرائيلية إن اتصالاً هاتفياً تم بين موفاز والمستشار الأمني للعاهل الأردني الفريق أول سعد خير، تناول استعراض الأوضاع والاتفاق على توثيق التعاون للكشف عن مرتكبي العملية. وقال رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي دان حالوتس إنه لا يهم إذا كان الأردن أو إسرائيل مستهدفاً في هذه العملية، ف"هذه المنطقة بين البلدين هي التي استهدفت..."، مضيفاً انه لم تتوافر انذارات مسبقة، رافضاً القول الجازل بأن اسرائيل استهدفت في هذا الهجوم. وقدّرت أوساط أمنية اسرائيلية أن يكون تنظيم"القاعدة"مجموعة الزرقاوي وراء الهجوم المزدوج على العقبة وايلات"الذي احتاج وقتاً كبيراً لإعداده". كما لم تستثنِ"الجهاد العالمي".