في إفادات معتقلي خلية"القاعدة"في المغرب التي اطلعت عليها"الحياة"، وتطاول 18 متهماً وجه اليهم القضاء تهم"تشكيل عصابة اجرامية والتخطيط لهجمات ارهابية والمساس الخطر بالنظام"، جرى تداول اسم الناشط الجزائري خالد أبو بصير باعتباره المسؤول عن تنظيم"القاعدة"في أوروبا وأميرها الذي له مناصرون، وانه كُلّف من قبل"ابي مصعب الزرقاوي"بتشكيل"تنظيم القاعدة في المغرب العربي"على غرار"القاعدة في بلاد الرافدين"، من خلال استقطاب المتطوعين المتحدرين من أصول مغاربية وإعداد جوازات سفر مزورة لترحيلهم عبر سورية، والاتصال عبر وسطاء بالمنتسبين الى الجماعات الاسلامية المتطرفة في أوروبا، وأيضاً بمعتقلين سابقين في غوانتانامو وأفراد التنظيم الذي قتل المخرج الهولندي فان غوغ، وبقايا المتورطين في هجمات قطارات مدريد. وجرى ذكر خالد أبو بصير في افادات المعتقل خالد أزيك عندما منحه"أبو أصيل الجزائري"في سورية رقم هاتف"ابو بصير"باعتباره أحد مسؤولي تنظيم"القاعدة"وأميرها في أوروبا وله مناصرون في المانيا. وكانت أول مهمة كلفه بها تسهيل ترحيل اثنين من"العرب الافغان"من ايران الى تركيا عبر شبكة تهريب. ومن خلال هذه العلاقة تعرف"أبو بصير الجزائري"الى المغربي محمد افلاح المدعو طارق المطلوب لدى السلطات الاسبانية على خلفية تفجيرات قطارات مدريد، والذي سلمه رقمي هاتفي عمر المغربي وياسين الجزائري اللذين انيطت بهما مهمة"تمويل عناصر القاعدة عبر تحويلات الكترونية انطلاقاً من اسبانيا". غير أن ياسين الجزائري قُتل في مواجهات مع قوات التحالف في العراق، بحسب افادات خالد أزيك التي جاء فيها ايضاً ان ابو بصير شارك في الجهاد في افغانستان ويرتبط بعلاقات مع الكوادر القيادية ل"الجماعة السلفية للدعوة والقتال"الجزائرية وله علاقات مهمة في دول في أوروبا والشرق الاوسط وآسيا. وخلال آخر اتصال بينهما، أخبره أبو بصير بأنه يحضّر لتشكيل"قاعدة الجهاد في المغرب العربي"، وانه بدأ ترتيبات بهذا الصدد مع"أبو محمد التونسي"الذي عمل في شبكة للهجرة غير الشرعية أثناء اقامته في سورية لتسهيل التسلل الى العراق، لكنه قتل في مواجهات مع القوات السورية في حزيران يونيو 2005. غير أن أفادات خالد ازيك الذي يعتبر المنسق الرئيسي للخلية في المغرب، أوضحت ان أبو بصير موجود في الجزائر بحسب آخر اتصال بينهما عبر الهاتف والانترنت. وجاء فيها ايضاً ان رفاقه في الخلية هم محمد الرحا وحسن علوان في المغرب، وعمر المغربي في اسبانيا، وعبدالحميد الجزائري في الجزائر، وپ"أبو محمد التونسي"وپ"اسماعيل التركي"في تركيا، وپ"أبو اصيل الجزائري"وپ"أبو مصعب الزرقاوي"في العراق. واعترف في تحقيقات أمنية بأن"المشروع الجهادي الذي نسعى الى تحقيقه بقيادة"أبي بصير الجزائري"يكمن في ضرب الأنظمة الموالية للغرب عبر عمليات جهادية لم يحددها ابو بصير بعد". وأفاد المتهم محمد الرحا بأنه خلال اتصال هاتفي مع"أبو بصير الجزائري"سأله الأخير حول تفاصيل المشروع الجهادي في المغرب واستفسره إن كان أفراد الخلية نصبوا أميراً عليهم، وقال ايضاً انه سأله في مناسبة لاحقة عن الشخص الذي يرغب في ارساله الى الجزائر ليكون صلة الوصل بينهم والجماعة السلفية للدعوة والقتال في الجزائر، وقال له ان ذلك لا يحتاج الى تأشيرة لأن هناك شباباً دخلوا الى الجزائر بطرق غير شرعية. ولفت محمد الرحا في افاداته الى انه لتلافي تكرار خطأ الهجمات الانتحارية في السادس عشر من أيار مايو في الدار البيضاء عام 2003،"سيتم ارسال جماعات من داخل الجزائر الى المغرب بين الفينة والأخرى للقيام بهجمات، خصوصاً في مدينة الصويرة الساحلية التي قصدها سياح يتحدرون من أصول يهودية، وكذلك أماكن سياحية في أغادير وبواخر تقل الأميركيين وكازينو طنجة ومقر البرلمان المغربي في الرباط". لكنه نفى أي اتصال مباشر مع"أبي بصير الجزائري"، وقال ان الاتصالات كانت تجرى عبر الانترنت فقط. ويعترف المغربي حسن علوان بدوره بأن خالد ازيك أمده بموقع ابو بصير على الانترنت الذي أجرى معه اتصالاً"أبديت من خلاله رغبتي في الالتحاق بإحدى الجماعات الجهادية في العراق. وسألني عن قدراتي في حمل السلاح فأجبته بالنفي. ما حداه الى الاعلان انه سيساعدني لتمهيد الطريق من أجل التسلل الى الجزائر". وأضاف ان ابو بصير"وجه اليه بعد ذلك رسالتين عبر الانترنت أخبره في احداها بأنه سيساعده في الدخول الى العراق لكنه أكد له صعوبة التسلل الى الجزائر"وقتذاك. وطلب اليه في الرسالة الثانية ان يتدبر وحده فرصة التسلل الى الجزائر بطريقة غير شرعية على أن يتكفل هو بالبقية. وأوضح من خلال لقاءات جمعته الى نشطاء في خلية القاعدة في المغرب، وفي مقدمهم محمد الرحا وابراهيم بن شقرون المعتقل السابق في غوانتانامو وخالد ازيك، ان الخطة تقضي ان يخضع النشطاء المغاربة الى تدريب مكثف حول حرب العصابات واستخدام الأسلحة الحقيقية وصنع المتفجرات والسموم وطرق التخلص من الرقابة الأمنية، في معسكرات الجماعة السلفية للدعوة والقتال في الجزائر. وبعد انتهاء التداريب"يتم ارسال المغاربة المشبوه فيهم والمطلوبون الى السلطات للقيام بعمليات استشهادية في العراق، فيما يعود الآخرون غير المشتبه فيهم الى المغرب في انتظار أوامر ابو بصير الجزائري من أجل اعلان الجهاد". وأفاد أيضاً بأن المتهم محمد الرحا أخبره في احدى المرات برفقة خالد ازيك وبوسته بوجمعة بأن الجماعات الجهادية في العراق لها ما يكفي من المتطوعين من مختلف الجنسيات وان ما يجب القيام به هو تنفيذ عمليات في المغرب كونه"أرض طاغوت"ويجب ضرب المصالح الأجنبية والاقتصادية والسياحية فيه"تأسيساً لقيام دولة الاسلام الكبرى التي ستنطلق من المغرب في اتجاه روما، ومن ثم الى القسطنطينية اسطنبول في اتجاه الشام".