أفادت تحريات أمنية وقضائية ان المتهمين الستة الذين سلمتهم السلطات الجزائرية الى المغرب الشهر الماضي، وهم مصطفى خيري الملقب"أبو الوليد"وعبدالوهاب البهلودي وعبدالحق البصراوي وخالد المرابطي وعبدالإله الروداني وميمون رحو كانوا يعتزمون الانضمام الى"الجماعة السلفية للدعوة والقتال"في الجزائر، والقتال الى جانبها، وأنهم برفقة آخرين بايعوا مصطفى خيري"أميراً"عليهم"أثناء جلسات للنقاش كانوا يصفون خلالها النظام المغربي بأنه"كافر"و"التزموا الجهاد لإقامة خلافة راشدة"في البلاد. وتعود وقائع القضية الى توصل شخص اسمه طارق الشرقاوي الى مفاتيح الموقع الالكتروني للتنظيم الجزائري عبر الانترنت، وتحديداً موقع"أبو ياسر السياف"واسمه عادل الصقر كانوا يراسلونه لفترة حوالي ستة شهور. وكان المغاربة يعبرون عن رغبتهم في العبور الى الأراضي الجزائرية والانضمام الى"الجماعة السلفية"، غير انه بعد اعتقال"أبو ياسر"من طرف السلطات الجزائرية تولى الموقع شقيقه أيوب الذي أمده برقم هاتف شخص ثالث اسمه محمد في امكانه مساعدتهم على الالتحاق بالجماعة. وأفادت التحريات ان المغاربة حددوا موعد السفر الى الجزائر في 21 تموز يوليو الماضي، عبر التوجه الى مدينة وجدة في الشريط الحدودي مع الجزائر شرقاً، ومنها الى مغنية عبر طرق غير معبدة، حيث يلتقون جزائرياً يدعى عمر يتولى نقلهم الى مدينة بومرداس ومنها الى الجبال للالتحاق ب"الجماعة المقاتلة". وأوعز لهم الجزائري بانتظاره قرب حديقة الى جانب فندق في المدينة، لكن سرعان ما حضرت الشرطة الجزائرية لتطويقه واعتقلتهم. وتمكنت قوات الأمن المغربية بعد ذلك من اعتقال سيف كبير في بيت مصطفى خيري وضبطت الأرقام الهاتفية لأفراد من خليته والأرقام الهاتفية للجزائريين الذين تولوا نقله ورفاقه. وكان هؤلاء المتهمون سعوا الى الالتحاق في العام 2004 ب"الجماعة السلفية"، إذ عقد مصطفى خيري وعبدالوهاب البهلولي ومحمد بنهروس العزم على التوجه الى الجزائر، وعبروا الحدود بطريقة غير شرعية على متن سيارة رمادية اللون في مقابل دفع مبلع لأحد تجارة الهجر غير الشرعية، وتمكنوا من الوصول الى منطقة بجاية، لكنهم لدى الاتصال بشخص جزائري اسمه عبدالله كان سيتولى ربطهم بالجماعة اعتذر الأخير في آخر لحظة بحجة أنه مراقب من الشرطة. ولدى معاودتهم الاتصال به عبر الهاتف أقفله. وبعد قضاء ليلة في بجاية حيث استضافهم شخصان توجهوا الى مدينة تيزي وزو، لكنهم صادفوا حاجزاً أمنياً في طريقهم الى جبال المنطقة، فقرروا العودة الى المغرب. الى ذلك أفادت تحريات ان اعضاء آخرين في"السلفية الجهادية"في مقدمهم المعتقل لحسن بن موسى كانوا يعتزمون التسلل الى الأراضي العراقية عبر الحدود السورية للقتال ضد القوات الأميركية. وأفاد بن موسى الذي كان يملك محلاً لبيع الألبان انه اتصل بصديق اسمه علي العابدي كان مقيماً في سورية لتسهيل انتقاله الى العراق، برفقه عزالدين النوايلي الملقب ب"أبو صهيب"وآخر يدعى"أبو زيد". وقال انه سافر من الدار البيضاء الى دمشق ووجد في استقباله هناك شخصين، أحدهما أردني والآخر سوري، وتوجه الجميع الى منزل في ضاحية دمشق، وأضاف انه"خلال اقامتنا كنا نتصرف كأشخاص عاديين ونتردد على مسجد الأمويين في دمشق غير انه تعذر عليهم عبور الحدود السورية. وجاء في افادات المعتقلين ان كلاً من عزالدين النوايلي وأحمد آيت برحال توجها الى تركيا في وقت لاحق، ومنها الى سورية، واستطاعا الوصول الى العراق بطريقة غير شرعية، لكن عزالدين النوايلي عاد الى المغرب بعد انضمامه الى جماعة في العراق طلبت منه تنفيذ عملية انتحارية على متن سيارة عبر تفجيرها في سوق للشيعة، غير انه بعد زيارته موقع السوق رفض ذلك بدعوى ان المكان يتردد عليه أطفال ونساء، فتم ترحيله الى دمشق، حيث اعتقلته الشرطة السورية، وعاد الى المغرب بعد اطلاقه.