قالت مصادر لبنانية مواكبة لعمل لجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري إن رئيسها القاضي الالماني ديتليف ميليس واثق من ان السلطات السورية ستستجيب في نهاية المطاف لطلبه الاستماع الى ستة ضباط سوريين في مقر اللجنة في المونتيفردي. وهو لا يزال ينتظر الجواب النهائي من دمشق على رسالته في هذا الخصوص التي بعث بها الاربعاء الماضي الى القيادة السورية بواسطة السفير السوري لدى الاممالمتحدة فيصل المقداد. راجع ص 6 و 7 وأكدت المصادر ل"الحياة"ان توقيف الضباط الستة او بعضهم في حال ارتأت اللجنة سيتم في دمشق وليس في لبنان، رافضة الاجابة عن سؤال ما اذا كان التفاؤل الذي يبديه ميليس على هذا الصعيد يعود الى انه تلقى اشارات اولية من السلطات السورية ريثما يتسلم الجواب الرسمي النهائي. وربطت المصادر بين تفاؤل ميليس وتأكيد أوساط لبنانية مقربة من سورية ان الاخيرة ستبدي انفتاحاً ومرونة حيال طلب ميليس على ان تعود صلاحية التوقيف الى القضاء السوري في حال اشتبه بهم ميليس وأوصى بذلك للسلطات السورية. ولم تستبعد الأوساط استجابة ميليس لطلب دمشق الرامي الى توقيع مذكرة تفاهم مع اللجنة الدولية اسوة بالتي كانت وقعت بين الأخيرة والقضاء اللبناني قبل ان تباشر اللجنة تحقيقاتها مع الشهود والمشتبه بهم في لبنان. وبالنسبة الى آلية التحرك اللبناني لميليس قالت المصادر إن الاخير سيسرع في تحقيقاته مع الشهود والضباط الاربعة الموقوفين لكنه يعطي الاولوية حالياً للاستماع الى افادات الضباط السوريين الستة، وفي ضوء ذلك سيقرر الخطوة اللاحقة على المسار اللبناني للتحقيق الدولي. ولفتت المصادر الى ان آلية التحرك على هذا المسار نوقشت امس في اجتماع عقد في المونتيفردي بين النائب العام التمييزي القاضي سعيد ميرزا في حضور المنسق بين القضاء اللبناني واللجنة الدولية القاضي رالف رياشي والمحامية العامة التمييزية القاضية جوسلين ثابت وميليس وفريق المحققين الدوليين. وحثت كتلة نواب"تيار المستقبل"، التي يترأسها النائب سعد الحريري، الحكومة اللبنانية على المبادرة الى تقديم طلب رسمي الى الاممالمتحدة لانشاء محكمة دولية لمحاكمة المتهمين بارتكاب الجريمة التي ذهب ضحيتها الرئيس الشهيد و22 مواطناً باعتبار هذه المحكمة مدخلاً رئيسياً لإنهاء حلقة الإجرام في لبنان والمنطقة. وأشاد البيان بوقوف الدول العربية الشقيقة والدول الصديقة الى جانب الشعب اللبناني في إجماعه على معرفة الحقيقة و"رفض الحكومة المساومة على دم الشهيد الكبير". وأيدت الكتلة جهود القاضي ميليس ودعت الى التعاون معه لسوق الجناة أياً تكن مواقعهم وجنسياتهم الى العدالة. اللجنة السورية في دمشق اكدت اللجنة القضائية السورية للتحقيق في اغتيال الحريري انها استمعت الى عدد من الشهود الذين"حضروا تلقائياً الى مقرها"، وأضافت في مؤتمر صحافي تلت خلاله رئيستها القاضي غادة مراد بياناً مكتوباً انها"تدرس ايضاً المعلومات البريدية لتقويمها ودعوة من ترى اللجنة فائدة من الاستماع لأقواله". وأكدت اللجنة تعاونها مع لجنة التحقيق الدولية والسلطات القضائية اللبنانية ضمن الأطر القانونية ومبدأ قرينة البراءة حتى يثبت العكس.