أعلن وزير الخزانة الأميركي، جون سنو، أنه سيقول للمسؤولين الصينيين في الأسبوع المقبل ان"بكين بحاجة إلى مرونة أكبر في تحديد قيمة عملتها اليوان". وأضاف خلال حوار أجراه مع أعضاء لجنة التمويل في مجلس الشيوخ الأميركي، انه حين سيجتمع بالأطراف الصينية خلال اجتماع مجموعة الدول العشرين، سيشدد ان"على الصين بذل جهود أكبر كي تجعل قوى السوق تحدد سعر صرف عملتها"، لافتاً إلى ان"الصين خطت خطوة أولى في هذا المجال، لكن المجتمع الدولي يريد ان يرى مرونة أكبر في سعر صرف اليوان كي يعكس التوازن الحقيقي بين أسواق العرض والطلب". ويعتبر العديد من المشرعين الأميركيين ان الخطوة التي اتخذتها الصين في تموز يوليو الماضي، برفعها سعر صرف عملتها بنحو 2.1 في المئة من 8.28 يوان للدولار إلى 8.11 يوان للدولار، كانت غير كافية، عازين تراكم العجز في الميزان التجاري الأميركي إلى"الواردات الصينية الرخيصة وغير العادلة التي تدخل أسواق الولاياتالمتحدة". وكان تقرير دوري صدر عن وزارة الخزانة الأميركية في أيار مايو الماضي استنتج ان أياً من الدول لم يستخدم سعر صرف عملته بهدف تحقيق ربح غير عادل في النصف الثاني من 2004، لكنه حذر من ان الصين قد تصنّف"متلاعبة في سعر العملة"في حال لم تتخلَ عن تثبيت سعر عملتها في حينه. ومن حيث المبدأ، أصبح من المسموح لليوان ان يتحرك صعوداً أو نزولاً مقابل الدولار بمعدل 0.3 في المئة يومياً، لكنه لم يتحرك فعلياً سوى 0.2 في المئة منذ قرار رفع قيمته الذي بدأ منذ شهرين. يذكر ان وصف الصين بأنها"متلاعبة"يحتم إمكان اتخاذ الولاياتالمتحدة خطوات تجارية معادية لها. وينتظر ان يصدر التقرير اللاحق عن وزارة الخزانة الأميركية في تشرين الثاني نوفمبر المقبل. ومن طوكيو، ضم وزير المال الياباني ساداكازو تانيغاكي نداءه إلى نداء سنو داعياً الصين إلى اعتماد مرونة أكبر في سعر عملتها، لكنه أشار في الوقت نفسه الى ان ممارسة الضغوط الزائدة عليها قد تعطي مفعولاً سلبياً. وأضاف أنه يراقب عن كثب ما ستفعله الصين في نظام الصرف العائم المدار الذي اعتمدته أخيراً، مكرراً ان"المرونة الأكبر في سعر الصرف مرغوبة، لكن الصين قد تكون بحاجة إلى وقت أطول كي تتخذ خطوات كبيرة في هذا الشأن"، مشيراً الى ان"الاقتصاد الصيني ينمو بسرعة مما يحتم على السلطات المحلية اعتماد وسائل مختلفة لإدارة الاقتصاد، لكنها قد تأخذ بعض الوقت في تطبيقها". وذكر تانيغاكي ان سعر صرف اليوان سيكون محور نقاشه مع وزير الخزانة الأميركي سنو يوم الاثنين المقبل، وأوضح انه سيبلغ المسؤولين الصينيين ان بكين بحاجة إلى السماح بتحرك عملتها المحلية بشكل أكبر في المستقبل.