اتفقت الصينوالولاياتالمتحدة أمس على ضرورة تحرير اليوان في نهاية الامر، الا ان بكين قاومت دعوات وزير الخزانة الاميركي جون سنو للاسراع بخطى التحرير خشية ان يؤدي ذلك الى تفاقم البطالة. وقال تشو شياو شوان محافظ البنك المركزي الصيني، في تعليقات اتسمت بنغمة تصالحية الا انها لم تضف جديداً، ان قوى السوق ستحدد قيمة اليوان في نهاية الامر. ويتعرض وزير الخزانة الاميركي لضغوط في بلاده لدفع بكين الى رفع قيمة عملتها من اجل انقاذ وظائف في الولاياتالمتحدة. واعلن انه واثق من ان الصين تعمل في اتجاه تحرير عملتها. وقال سنو في مؤتمر صحافي في بكين: "فيما يتعلق بقضية العملة بصفة خاصة تشجعت بسماع تأكيدات ان هدف الصين في المدى الطويل هو التحرك نحو مرونة أكبر. أكدوا لي أنه يجري الآن تنفيذ خطوات انتقالية وان التقدم في هذا المجال سيستمر". ونقل سنو للصين شكاوى المنتجين الاميركيين من ان العملة الصينية رخيصة جداً، اذ ان سعرها محدد عند 8.3 يوان للدولار، ما يعطي المصدرين الصينيين ميزة غير عادلة تكلف الاميركيين فرص عمل. وقال مايكل كورتز الاقتصادي في مؤسسة "بير ستيرنز آسيا": "يحاول الصينيون ابداء تعاون مقبول على المدى الاطول ولكنهم يقولون للاميركيين ان الاعتبارات المحلية أكثر أهمية". وفي حديث مطول مع صحيفة "فايننشال نيوز" الرسمية الصينية قال تشو انه يوجد متسع لمناقشة ما اذا كان ينبغي ربط اليوان بسلة عملات وليس بالدولار الاميركي فحسب كما هي الحال الآن. الا انه اضاف انه ينبغي على الولاياتالمتحدة التركيز على دعم الصادرات الى الصين لسد العجز بدلاً من السعي لتغيير سياسة اليوان. وتابع: "من السابق لأوانه ان نستخلص اذا كان اليوان مقوماً بأعلى أو أقل من قيمته لذا من غير الحكمة اجراء تعديلات على أساس افتراضات". وفيما أبدى سنو رضاه عن تعهد للصين بالتحرك نحو منح اليوان مزيداً من المرونة، فقد حض ايضاً على الاسراع بتخفيف القيود على العملة. وقال في المؤتمر الصحافي: "الهدف هنا هو الحصول على التزام للتحرك نحو عملة قابلة للتحويل بالكامل"، مضيفاً انه يعتقد بأن العجز التجاري الاميركي مع الصين الذي بلغ 103 بلايين دولار العام الماضي "كبير بشكل لا يمكن تحمله".