سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
رأسماليون وصناعيون يكتسحون معاقل الأصوليين في بيشاور ... وخسائر فادحة للإسلاميين في مناطق أخرى . باكستان : انتخابات محلية تعزز مواقع مشرف نتيجة فوز كاسح لأنصاره في أنحاء البلاد
أظهرت امس، نتائج انتخابات رؤساء المجالس المحلية في المقاطعات الباكستانية، تقدماً كاسحاً للمرشحين المدعومين من حكومة الرئيس برويز مشرف، في مقابل المرشحين المدعومين من تحالفات وأحزاب المعارضة الباكستانية. واكتسح أصحاب رؤوس أموال وصناعيون انتخابات رؤساء المجالس المحلية في إقليم بيشاور الذي يعتبر المعقل الرئيس لتحالف الأحزاب والجماعات الدينية، وذلك في صورة تطرح أسئلة عن قدرة الجماعات الدينية الباكستانية على تحقيق مكاسب تذكر في الانتخابات البرلمانية المقبلة. وفي مدينة ديرة اسماعيل خان مسقط رأس الشيخ فضل الرحمن زعيم تحالف الجماعات الدينية، مني شقيقه عبيد الرحمن بهزيمة ساحقة امام منافسه مرشح حزب"الرابطة الاسلامية"الحاكم في المنطقة السيناتور السابق مختيار أحمد. كما مني مرشح مدعوم من تحالف الجماعات الدينية وحزب الشعب بزعامة بينظير بوتو وحزب الشعب الوطني وهو حزب قومي بشتوني في بيشاور في منطقة مالاكند القبلية، بهزيمة نكراء امام منافسه مرشح الحزب الحاكم. كذلك أعلنت اللجان الانتخابية في مدينة كراتشي كبرى المدن الباكستانية، فوز مرشح مدعوم من الحزب الحاكم وحركة المهاجرين القومية المتحالفة مع الحزب، على مرشح الجماعة الإسلامية، ليتولى بذلك منصب عمدة مدينة كراتشي. أما في إقليم البنجاب أهم الاقاليم الباكستانية لجهة التعداد السكاني، فأشارت النتائج إلى فوز مرشحي الحزب الحاكم في غالبية الدوائر الانتخابية بمناصب عمداء المدن ورؤساء بلدياتها. وسيكون لتلك النتائج تأثير واضح على الانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها في عام 2007، وبالتالي سيكون هذا التأثير حاسماً لجهة اعادة انتخاب مشرف لولاية جديدة في العام نفسه. وكانت أحزاب المعارضة انتقدت الحكومة واتهمتها بالتلاعب في الانتخابات المحلية في مراحلها الاربع السابقة. وادعت المعارضة وجود عملية تزوير واسعة النطاق في هذه الانتخابات، لكن أحزاب المعارضة مجتمعة فشلت في تشكيل جبهة موحدة والتنسيق في ما بينها لمواجهة المرشحين المدعومين من الحزب الحاكم في هذه الانتخابات. وعلق رئيس الوزراء الباكستاني شوكت عزيز على النتائج بالقول:"ما نراه هنا هو فوز مرشحين مستنيرين تقدميين ومعتدلين. هذا تطور نرحب به وسيحفز موجة جديدة من التقدم في البلاد". وبالنتيجة يكون حزب"الرابطة"الحاكم فاز بالغالبية العظمى في المقاطعات الخمس والثلاثين في اقليم البنجاب وسط، كما حقق فوزاً كاسحاً في اقليم السند، في حين فازت الحركة القومية المتحدة المتحالفة معه في المدينتين الرئيسيتين في الجنوب: كراتشي وحيدر اباد. في المقابل، تكبد مجلس العمل المتحد التحالف الاسلامي خسائر في كراتشي وفي اقليمي بلوشستان والاقليم الحدودي الشمالي الغربي. ويلعب رؤساء مجالس المناطق البالغ عددها 110 والمعروفين باسم"الناظمين"دوراً حاسماً في بناء قواعد السلطة قبيل الانتخابات العامة في 2007 التي تقرر مستقبل الرئيس الباكستاني. ويختار البرلمان الوطني والمجالس الاقليمية الاربعة التي تنتخب في عام 2007، الرئيس المقبل لباكستان في وقت لاحق من العام ذاته.