سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مشرف يعول عليها لكبح جماح التطرف وتعزيز شعبيته تمهيداً للانتخابات الرئاسية عام 2007 : باكستان : انطلاق الدورة الاولى للانتخابات المحلية وسط مخاوف امنية وجدل بين الحكومة والإسلاميين
انطلقت في باكستان امس، الدورة الاولى من الانتخابات المحلية التي تشكل اختباراً لقدرة الرئيس الباكستاني برويز مشرف على تحقيق سياسته في مكافحة التطرف والدفاع عن حقوق النساء، وفي الوقت نفسه تعزيز قاعدته الشعبية تمهيداً للانتخابات الرئاسية عام 2007. وناهز عدد الناخبين المسجلين ال 63 مليون نسمة. واتخذت اجراءات امنية مشددة لحماية مراكز التصويت. وتجرى الدورة الثانية من الانتخابات في 25 الشهر الجاري. في وقت توجه ملايين الناخبين الباكستانيين في 53 مديرية الى صناديق الاقتراع لانتخاب مجالس محلية في مناطقهم، تراشقت الحكومة والمعارضة الاتهامات في شأن عملية الاقتراع ومحاولات تزوير الانتخابات او التأثير فيها. واتهم قاضي حسين أحمد رئيس تحالف الجماعات الدينية المعارضة التي تعرف باسم مجلس العمل المتحد وزير الداخلية الباكستاني أفتاب احمد خان شيرباو بتجاوز الحكومات المحلية المسؤولة مبدئياً عن سير الانتخابات، مشيراً إلى"تحركات مريبة للوزير في اقليم بيشاور، وتواطؤ الشرطة المحلية معه". وأضاف حسين احمد الذي كان يتحدث ل"الحياة"من بيشاور امس، أن المعارضة الإسلامية والحكومة المحلية في بيشاور الموالية لها، اعتقلت أحد العناصر وفي حوزته ألف ورقة اقتراع مختومة كان ينوي وضعها في أحد الصناديق دعماً لمرشحين موالين لوزير الداخلية الباكستاني. ويأتي ذلك في وقت ألغت لجنة الانتخابات العامة تصاريح خاصة بالمرشحين تمكنهم من دخول مراكز الاقتراع، وذلك بعد حدوث فوضى في بعض مراكز الاقتراع واحتكاكات بين أنصار مختلف المرشحين. وفي ظل تنافس 144096 مرشحاً في الانتخابات في انحاء البلاد، أرسلت القنصلية الأميركية في مدينة لاهور وفداً منها إلى مدينة سركودها للاطلاع على عملية الاقتراع ومراقبة الانتخابات التي يعول عليها الرئيس مشرف في ضمان نجاحه في الحصول على ولاية رئاسية مقبلة عام 2007، كما يعول عليها في إنجاح خطة الاصلاح التي قررها لتعزيز شعبيته بعد توليه الحكم إثر انقلاب ابيض عام 1999. وتسببت أعمال شغب وإخلال بالأمن والنظام في احدى الدوائر الانتخابية في مدينة كراتشي وغيرها من المدن، في وقف عملية التصويت في هذه المراكز، فيما اشتكى بعض الناخبين في عدد من مراكز الاقتراع من عدم وجود لوائح اقتراع مع بدء عملية التصويت، مما أجبر اللجنة الانتخابية على وقف عملية التصويت فيها. واسفرت اشتباكات وقعت بين انصار مرشحين متنافسين في اقليمي البنجاب وجعفر آباد, عن مقتل شخصين وجرح 19 آخرين في حوادث متفرقة. واتهمت أحزاب موالية للحكومة وأخرى معارضة بعضها بعضاً بمخالفة قانون الانتخاب، اذ وجه موالون للحكومة الاتهام لجماعات دينية بمحاولة التأثير في الناخبين من خلال سير أنصار هذه الجماعات بسلاحها في الشوارع، فيما قالت مصادر أحزاب معارضة إن انصاراً لحركة المهاجرين القومية الموالية للحكومة يحملون بطاقات اقتراع مختومة وبأعداد كبيرة وأنهم يحاولون وضع هذه البطاقات في صناديق الاقتراع للتأثير في نتيجة التصويت في عدد من مراكز الاقتراع. ويتوقع مع انتهاء عملية الاقتراع ان يزداد تراشق الاتهامات بين الموالين للحكومة والمعارضين لها في هذه الانتخابات، كما يتوقع الكثير من المراقبين إمكان إعادة الاقتراع في عدد من الدوائر، نظراً الى ما ذكر عن مخالفات حصلت فيها.