ألغت الوكالة الدولية للطاقة الذرية امس، اجتماعاً مقرراً في شأن البرنامج النووي الإيراني، لإفساح المجال أمام مزيد من المحادثات التي تجرى في جلسات مغلقة بين الديبلوماسيين لاعادة درس الاقتراحات الأوروبية التي رفضتها طهران. وخيم التشاؤم على الوكالة، إذ صرحت الناطقة ميليسا فليمينغ بأنه لا يلوح في الأفق أي بادرة في شأن التوصل إلى اتفاق. وبدت باريس أكثر انفتاحاً وأعلنت استعدادها وشركائها الأوروبيين لمناقشة أي"فكرة جديدة"تسمح بالتوصل إلى اتفاق مع طهران. وأعلن الناطق باسم الوكالة الدولية بيتر ريكوود إلغاء اجتماع مجلس حكام الوكالة الذي تتمثل فيه 35 دولة عضو، على أن يعقد اجتماع آخر اليوم الخميس. وفي رد على إعلان الرئيس الإيراني الجديد محمود احمدي نجاد أول من أمس، استعداد بلاده لمواصلة المفاوضات، أعلنت السلطات الفرنسية استعدادها وشركائها الأوروبيين لمناقشة أي"فكرة جديدة"تسمح بالتوصل مع طهران إلى"اتفاق على الأمد الطويل"في شأن الملف النووي. ودعت مساعدة الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية ماري ماسدوبوي ايران مجدداً إلى العودة"من دون إبطاء"إلى تعليق كل النشاطات النووية الحساسة، بما فيها تحويل اليورانيوم. وقالت ماسدوبوي إن اتفاق باريس"يؤكد حق إيران في امتلاك برنامج نووي مدني في إطار اتفاق الحد من الانتشار النووي". وأوضحت أن عرض الأوروبيين التعاون"ما زال قائماً ونحن ندعو إيران إلى دراسته جدياً". ويرغب الاتحاد الأوروبي في التوصل إلى قرار داخل مجلس حكام الوكالة يدعو طهران إلى وقف العمل مجدداً في منشأة تحويل اليورانيوم في أصفهان والعودة إلى طاولة المفاوضات. غير أن مجموعة عدم الانحياز في المجلس بقيادة ماليزيا وجنوب أفريقيا تقول إن ذلك، يمثل تقليصاً للضمان الوارد في معاهدة حظر النووي. وقالت مصادر في فيينا إنه ليس هناك حالياً أي محادثات في شأن إحالة القضية إلى مجلس الأمن الدولي. وفي طهران، ذكرت شبكة"خبر"الإيرانية أمس أن الجمهورية الإسلامية سترفض أي قرار للوكالة الدولية للطاقة الذرية يطالبها بوقف برنامج تحويل اليورانيوم. وقال نائب رئيس المنظمة الذرية الإيرانية محمد سعيدي للشبكة في فيينا إن أي قرار من هذا القبيل لن يكون له أي تبرير قانوني بموجب معاهدة حظر الانتشار. من جهته، قال رئيس المنظمة غلام رضا أقا زاده إن"على الغرب قبول إيران الذرية". وتزامن ذلك مع إعلان سعيدي أن الوكالة الدولية سمحت لطهران برفع الأختام عن مصنع تحويل اليورانيوم في أصفهان الذي تمكن بالتالي من استئناف نشاطاته بالكامل أمس. وقال سعيدي ان الوكالة الدولية"أبلغتنا في رسالة بأنه لا توجد عراقيل وأنها تسمح لنا برفع الأختام التي ستسلم إليها لاحقاً".