سمير قصير لم يعد عنواناً للرأي اللبناني والعربي الحر فقط، صار حلماً لكل صحافي حر في العالم، وكان أمس تكريس لهذا التوجه، وصار اسمه مرادفاً لارادة إحقاق دولة القانون... كلمات قيلت بالمفكر الذي باسمه أطلقت البعثة الأوروبية في لبنان"جائزة سمير قصير لحرية الصحافة". الجائزة إنما هي جائزتان، كيف لا وسمير اشتغل في الصحافة وفي التدريس الجامعي والأبحاث، وستمنح جائزة قيمتها عشرة آلاف دولار لصحافي من البلدان المتوسطية الشريكة ميدا التي انضمت إلى الشراكة الأوروبية ? المتوسطية، والثانية قيمتها أيضاً عشرة آلاف دولار لباحث شاب من دول"ميدا"شرط ألا يكون المرشح للجائزة قد تعدى 26 عاماً. الاعلان عن الجائزة تم خلال مؤتمر أقيم أمس في مقر البعثة الأوروبية، وأعلن عنها رئيس البعثة السفير باتريك رينو، وقال ان هذه الجائزة"إنما هي جائزة المقاومة، مقاومة الكلمات للسلاح وللظلامية وللهمجية". وشدد على أن حرية التعبير ليست تفصيلاً من تفاصيل التعاون ولا خياراً للحوار"بل هي حق غير قابل للتصرف". ولفت إلى أن الجائزة سنوية وستسلم في 2 حزيران يونيو أي في تاريخ استشهاد سمير قصير. وكانت كلمة لرئيس تحرير صحيفة"النهار"غسان تويني الذي اثنى على اختيار هذه الجائزة منتقداً الصمت العربي تجاه أعمال قصير، وقال:"إن هذه الجائزة تأكيد على أنه لا يمكن التفاوض حول حتمية حريتنا". وأضاف: إن قصير"كان مثالاً"، آملاً أن تعطى الجائزة لمن يكون على مثاله. ثم تحدثت أرملة قصير الإعلامية جيزيل خوري التي شددت على ضرورة معرفة من قرر وخطط ونفذ اغتيال سمير، ولفتت إلى أن"الصحافة المكتوبة في لبنان بدأت معركتها من أجل حرية الكلمة منذ بدايات القرن الماضي". وسألت:"لماذا اختار هذا القاتل سمير قصير المفكر والفنان والديموقراطي ذا النزعة الانسانية". وقالت رداً على الأسئلة إن التحقيقات اللبنانية والفرنسية حول الاغتيال تبقى سرية، موضحة أن الملف الفرنسي أعد ليأتي إلى لبنان محققون ورجال شرطة للتحقيق في العملية، ومؤكدة أن التحقيق اللبناني يتقدم. ولفتت إلى أن أسرة تحرير مجلة"L Orient Express"التي أصدرها قصير وترأس تحريرها في التسعينات من القرن الماضي ستصدر عدداًَ خاصاً منها ليعرض في معرض"اقرأ بالفرنسية وبالموسيقى"في بيروت الشهر المقبل. كما لفتت إلى أنه سيقام جناح خاص بسمير في المعرض وفي معرض الكتاب العربي وأن"دار النهار للنشر"تعد ترجمة لكتابي قصير"ملاحظات حول البؤس العربي"و"تاريخ بيروت". محبو قصير كان عليهم أن ينتظروا كلمة شقيقه وليد قصير ليستعيدوا ذلك الملمح من حياته، فكان أولاً حديث عن الأخ القدوة أو البطل كما كان يعتبره دائماً، والذي كان يحثه على المطالعة وعلى تطوير الفكر النقدي، ثم تحدث عن سمير الكاتب الملتزم والأستاذ الجامعي وعن علاقته الحميمة بطلابه، وانتقل ليركز على كتاباته، وعلى كتابة"ملاحظات حول البؤس العربي"بشكل خاص . وفي الختام أعلنت جيزيل خوري عن"مؤسسة سمير قصير"وفاجأت تويني باعلانه رئيساً لمجلس الأمناء، فاقترح بدوره ضم الامين العام السابق للأمم المتحدة بطرس بطرس غالي إلى هذه المؤسسة. مي شدياق على صعيد آخر، يستمر الوضع الصحي للزميلة مي شدياق في التحسّن وتتجاوب مع العلاج على ان تُنقل خلال أيام من غرفة العناية الفائقة. وزار المستشفى امس للاطمئنان اليها وزير الخارجية فوزي صلوخ، والسفير الأميركي جيفري فيلتمان للمرة الخامسة والمستشار في السفارة الفرنسية فرنسوا أبي صعب والنائب السابق تمام سلام يرافقه محمد المشنوق وحبيب افرام.