أطلقت السلطات السعودية خمسة من الآتين من معتقل غوانتانامو الذين وصلوا في وقت سابق إلى الرياض، وذلك بعدما استكملت التحقيقات معهم حول فترة وجودهم في أفغانستان وأسباب وطرق اعتقالهم، إضافة إلى ظروف معاملتهم داخل معتقل غوانتانامو. وكانت السلطات السعودية سمحت في وقت سابق لأهالي المعتقلين بزيارتهم أثناء توقيفهم في المملكة. يذكر أن الحكومة السعودية تسلمت من الولاياتالمتحدة الأميركية ثمانية سعوديين كانوا موقوفين في معسكر غوانتانامو في كوبا على مرحلتين، ففي منتصف أيار مايو 2003 سلم كل من: فهد الشبانات ومشعل الشدوخي وإبراهيم العمر وإبراهيم السهلي وفواز الزهراني، وجميعهم أفرج عنهم أمس . أما المرحلة الثانية فشملت مشعل الحربي وصالح العوشن وخالد الجهني الذين سلموا في 20 تموز يوليو الماضي ولا يزالون موقوفين في السعودية. من جهة اخرى، اعلن الناطق باسم وزارة الداخلية اللواء منصور التركي انه تجرى حالياً ترتيبات لاطلاق خمسة ليبيين كانوا معتقلين لتورطهم في محاولة اغتيال الملك عبدالله بن عبدالعزيز حين كان ولياً للعهد عام 2003. ويتوقع الافراج عن الليبيين في الساعات المقبلة. الى ذلك اعتبرت الأوساط السياسية والثقافية والاجتماعية في المملكة العربية السعودية أمس، قرار خادم الحرمين الشريفين العفو عن خمسة ناشطين سعوديين صدرت بحقهم أحكام بالسجن، والعفو عن ليبيين اتهموا بالتآمر لقتله،"بادرة حقيقية من الملك عبدالله نحو جمع الكلمة العربية وتوحيد الصف بالأفعال لا بالشعارات". ووصفت هذه الأوساط في تصريحات إلى"الحياة"أمس هذا القرار بأنه بداية حقبة جديدة، ستظهر فيها بصمات الملك عبدالله وحكمته، ورأت ان عفوه عن المتورطين في محاولة الاغتيال"يعكس مكانة العرب في وجدانه، وهاجس العزة والكرامة للأمة الذي ظل ولا يزال يعني له الكثير". واعتبر المحامي الشرعي عبدالعزيز القاسم قرار العفو بأنه"خطوة مباركة وكريمة، وبالذات في ما يتعلق بإطلاق الإصلاحيين، الذي أرى انه يوضح توجه العهد الجديد نحو الإصلاح". ورأى أن القرار"سيترك أثراً عميقاً في توجهات الإصلاح والوحدة الوطنية والمحبة بين أهل المملكةِ. وقال عضو مجلس الشورى الكاتب الدكتور عبدالله الطويرقي أن الملك عبدالله"آثر الإعلان عن برنامجه لإدارة الدولة بالأولويات الإنسانية، وخرجت الحكومة بعد أول جلسة لها في العهد الجديد، بقرارات تصفية للقضايا". واضاف إن الملك عبدالله"أثبت فعلياً أن العروبة الحقيقية ليست مجرّد شعارات، وإنما أفعال صادقة لا تعرف المراهقة الخطابية ولا المزايدات على وعي الأمة". وأعرب رئيس الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان في السعودية الدكتور بندر محمد الحجار، عن شكره وتقديره للملك عبدالله"باسمه شخصياً ونيابة عن أعضاء الجمعية وجميع الموقوفين المفرج عنهم"، الذين كانت صدرت بحقهم أحكام قضائية بالسجن لمدد تراوح بين 3 و9 سنوات، وهم: الدكتور عبدالله الحامد والدكتور متروك الفالح وعلي الدميني والدكتور سعيد بن زعير وعبدالرحمن اللاحم، كذلك عفوه عن الليبيين الذين شاركوا في التخطيط لاغتياله. وأكد أن هذا العفو"يؤكد مدى تسامح خادم الحرمين الشريفين وحرصه الدائم على كل ما فيه الخير والصلاح والنفع والفائدة لوطنه ومواطنيه وأمته.