شهد العالم الكثير من المواقف الإنسانية التي عُرف بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز – يرحمه الله – حتى استحق لقب "ملك الإنسانية"، إلا أن أحد أبرز المواقف الإنسانية التي أدهشت العالم، ولن ينساها، هو قراره بالعفو عن خمسة ضباط ليبيين، حاولوا اغتياله. وجاء العفو في أول جلسة يرأسها في مجلس الوزراء، بعد مبايعته ملكاً على البلاد، عام 2005؛ إذ أعلن قراره التنازل عن حقه فيمن خططوا لاغتياله، وهم خمسة ضباط ليبيين، تورطوا في محاولة اغتياله في نوفمبر عام 2003 حين كان ولياً للعهد. وأبلغ الملك عبد الله بن عبدالعزيز – يرحمه الله – مجلس الوزراء السعودي، الذي عُقد في 8 أغسطس 2005 بالرياض، بقراره العفو عن الليبيين الذين أثبتت الأدلة تورطهم في مؤامرة النَّيل من استقرار السعودية وأمنها، وذلك انطلاقاً من مبادئ السعودية السامية، التي تقوم على لمّ الشمل ورأب الصدع، والعفو عند المقدرة، والترفع عن الإساءات الموجهة إليها، وأكد أن المأمول أن تكون هذه البادرة خطوة بناءة نحو جمع كلمة الأمة العربية، وتوحيد صفها بحسب سبق.