وصل الجدل بين لندن وباريس الى مستويات غير مسبوقة عشية قمة الدول الثماني الكبرى في غلين آيغلز اسكوتلندا، وذلك بعدما بدأ بخلاف الشهر الماضي في شأن الموازنة الزراعية للاتحاد الأوروبي. راجع ص 8 وسخر رئيس الوزراء البريطاني توني بلير امس من نكات أطلقها الرئيس جاك شيراك عن"سوء"الطعام في بريطانيا التي لم تساهم في الزراعة الاوروبية بشيء"سوى تصدير مرض جنون البقر". وتركزت الانظار على شيراك وبلير اللذين تواجدا في سنغافورة أمس ليروج كل منهما لعرض بلاده استضافة الألعاب الأولمبية السنة 2012. وعملاً بالتقليد الذي تتبعه بريطانيا بالثأر من أي إساءة فرنسية إليها، غمز بلير من قناة شيراك بقوله انه يأنف على نفسه التعليق على نكات الرئيس الفرنسي. ورداً على سؤال عما إذا كان التوتر في العلاقات بين بلديهما يسيء إلى الاقتراحات البريطانية في قمة الثماني، اكتفى بلير بالقول إنه ذاهب إلى القمة لمناقشة أمور"جدية"و"التركيز على قضايا مهمة". وانهالت وسائل الإعلام في بريطانيا على شيراك بالانتقادات الى حد دفعه الى القول مازحاً:"ربما يتعين عليّ أن أبقى في سنغافورة لبضعة أيام أخرى"!. ورأت صحيفة"ذي غارديان"ان شيراك"المملوء بالغضب لا يناسبه الكلام عن الطعام". اما صحيفة"ذي تايمز"فاعتبرت تصريحات الرئيس الفرنسي"خطأ ديبلوماسياً مدهشاً"، فيما قالت صحيفة"ذي تلغراف"إن"لهذه الاهانة علاقة بالمنافسات الأنغلو - فرنسية عشية قمة الثماني والقرار في شأن الألعاب الأولمبية". وقال زعيم حزب المحافظين البريطاني المعارض مايكل هاورد إنه سيسعد إذا أثبت للرئيس الفرنسي أنه مخطئ في شأن المطبخ البريطاني، واقترح أن يصطحبه بنفسه في جولة إلى مطاعم بريطانيا ويثبت له أنه على خطأ. ولم يعرف ما ستتضمنه لائحة الطعام التي أعدها فندق غلين إيغلز للقادة المشاركين في القمة وضيوفهم. والأمر الوحيد الذي كشف هو اختيار الطاهي أندرو فيرلي الذي منح لقب"طباخ العام"في اسكوتلندا، لإعدادها. ونقلت الصحف الاسكوتلندية عن مدير الفندق بيتر ليديرير تلميحه إلى أن فيرلي سيعد طعاماً بحرياً، لا سيما طبق الكركند المدخن المطبوخ بالكحول. وفي روما، انتقدت صحيفة"لا ريبوبليكا"الايطالية مجموعة الثماني، قائلة انها"ولدت قبل ثلاثين عاماً في رامبوييه في فرنسا وستشيع جنازتها في فندق غلين إيغلز في اسكوتلندا. أما سبب الوفاة فهو الانتهاء من المهمة المكلفة بها الدول الغنية التي يفترض أنها تترأس حكومة العالم. إذ لعبت هذه الدول دوراً كبيراً في اضرام النار في المرحلة الاخيرة من نظام العولمة". وفي وقت فرض مناهضو العولمة حضورهم في شغب وصدامات مع الشرطة الاسكوتلندية، قدرت كلفة الاجراءات الامنية المواكبة للقمة حوالي 120 مليون جنيه استرليني، اي ما يكفي لتأمين مياه الشرب مدى الحياة لثمانية ملايين افريقي عطشى. الى ذلك، اكد ناطق باسم رئاسة الوزراء البريطانية ل"الحياة"ان الشرق الاوسط وتحديداً سبل ضمان انسحاب القوات الاسرائيلية من غزة والافساح في المجال لتطبيق خريطة الطريق، سيحظيان باهتمام القادة، اضافة الى تطورات الوضع في العراق ولبنان.