مع بدء العد العكسي لقمة مجموعة الدول الصناعية الثماني المقررة في منتجع غلين ايغلز الاسكوتلاندي غداً، أخذت الصورة تزداد وضوحاً في ما يتعلق بالخلافات في شأن الخطوات المقرر اتخاذها للقضاء على الفقر في أفريقيا والدول النامية إضافة إلى مكافحة التغير المناخي. في المقابل، نقل عن مصادر ديبلوماسية أن القمة التي تجمع زعماء بريطانياوالولاياتالمتحدة وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان وكندا وروسيا، يمكن أن تتوصل إلى اتفاق في مجال البيئة. بوش واستبق الرئيس الأميركي جورج بوش مشاركته في القمة التي تستمر ثلاثة أيام بتحذير رئيس الوزراء البريطاني توني بلير من ان الاخير يجب الا يتوقع أي امتيازات خاصة في قمة مجموعة الثماني، على رغم تأييده القوي للأميركيين في العراق. وقال بوش إنه لا ينظر إلى علاقته ببلير على أنها"علاقة مقابل". وأبلغ شبكة"أي تي أن"البريطانية في مقابلة عرضت أمس:"توني بلير اتخذ قرارات في شأن ما تصور أنه الأفضل لإقرار السلام وكسب الحرب على الإرهاب كما فعلت أنا، لذلك فأنا لا أذهب إلى مجموعة الثماني محاولاً جعله يبدو في وضع سيئ أو جيد، بل أذهب بجدول أعمال أعتقد أنه الأفضل لبلادنا". واستبعد بوش أن تربط الولاياتالمتحدة نفسها في الاجتماع باتفاق ملزم قانونياً في شأن ظاهرة ارتفاع درجة حرارة العالم، تماشياً مع بروتوكول كيوتو لعام 1997 الذي رفضت واشنطن التصديق عليه. وقال:"إذا كان هذا يشبه كيوتو فالرد هو لا"، وأضاف:"اتفاق كيوتو كان من شأنه الإضرار باقتصادنا". لكنه وصف التغيرات المناخية بأنها"قضية مهمة طويلة الأجل يتعين علينا التعامل معها"، معترفاً بأن النشاط الإنساني كان"إلى حد ما"المسؤول عن المشكلة. دعم الزراعة من جهة أخرى، أكد بوش أن بلاده على أتم الاستعداد لإلغاء دعم القطاع الزراعي إذا فعل الاتحاد الأوروبي الأمر نفسه. ولفت إلى أنه"إذا نجحنا في تحرير التجارة كلياً وإذا فتحت الأسواق الغربية أمام البلدان الأفريقية، فإن ذلك سيعود عليها بفائدة لن تعود معها بحاجة لمنحها مساعدات". إلا أن هذه المبادرات لا تلبي ما حدده بلير من أهداف في مضاعفة المساعدات الحكومية للتنمية في أفريقيا حتى عام 2010، لتصل هذه المساعدة إلى 25 بليون دولار سنوياً. كما رفض الرئيس بوش الانضمام إلى المشروع البريطاني الخاص بالتسهيلات المالية الدولية لمضاعفة مجمل المساعدات الحكومية للتنمية في العالم الثالث لكي تصل إلى مئة بليون دولار سنوياً. واكد بوش أن طريقة العمل في الموازنات الأميركية تحول دون ذلك. وبمشاركته في القمة، تكون هذه المرة الرابعة التي يزور فيها بوش أوروبا منذ إعادة انتخابه في تشرين الثاني نوفمبر الماضي. شرودر وفي برلين، ذكرت مجلة"دير شبيغل"أن المستشار الألماني غيرهارد شرودر سيتعاون مع الرئيس الأميركي جورج بوش لوقف خطط بريطانيا لزيادة المساعدات للدول النامية إلى المثلين. ونقلت المجلة عن مصدر في المستشارية الألمانية قوله إن بوش وشرودر يهدفان إلى"نسف"رغبة رئيس الوزراء البريطاني توني بلير في أن تزيد القمة المساعدات للدول النامية 50 بليون دولار سنوياً. ونفى ناطق حكومي ألماني هذا النبأ. وتعارض الحكومة الألمانية التي تساهم بنحو 1.8 بليون يورو 2.2 بليون دولار سنوياً في مشروعات المساعدات في أفريقيا زيادة المساعدات وترفض الاقتراح البريطاني بزيادة الأموال في أسواق رؤوس المال. البيئة من جهتها، نقلت صحيفة"فايننشال تايمز"عن مسؤول رفيع المستوى من إحدى الدول الثماني شارك في صياغة الإعلان الختامي في غلين ايغلز الأسبوع الماضي إن"هذه الوثيقة تعترف بأن المعرفة العلمية تجبرنا على التحرك ونشاط الإنسان يسهم في التغير المناخي". وأضاف أن مشروع البيان الختامي يتضمن إشارتين واضحتين إلى بروتوكول كيوتو الذي ما زال بوش يرفضه. وقال ديبلوماسي آخر شارك في المفاوضات للصحيفة إن"فكرة معرفتنا بالكثير من التفاصيل للحد من التغيرات المناخية أو وقفها أو دفعها إلى التراجع مدرجة في النص"أي مشروع الإعلان الختامي، الأمر الذي يتعارض مع تصريح بوش. سد طرق ميدانياً، عمد مئات المتظاهرين أمس إلى سد الطرق المؤدية إلى قاعدة للغواصات النووية في اسكوتلندا، في احتجاج يستهدف زعماء مجموعة الثماني. واحتشد المتظاهرون أمام بوابات القاعدة في فاسلين على الساحل الغربي لاسكوتلندا في مسعى إلى وقف العمل فيها، بحسبما أفادت الناطقة باسم"الحملة من أجل نزع الأسلحة النووية"روث تانر. وذكرت تانر إن متظاهراً واحداً أو أكثر تسللوا إلى داخل القاعدة، إلا أنها لم تكشف عن مزيد من التفاصيل. وتجمع نحو 400 شخص عند البوابة الشمالية، فيما تجمع مئات آخرون عند بوابتين أخريين. اجراءات أمنية ووعدت الشرطة الاسكتلندية التي تواجه آلاف المتظاهرين وخطر التعرض لهجمات ارهابية بأنها ستحافظ على سلوكها الجيد خلال الايام الثلاثة لعقد القمة. ومن المؤشرات المشجعة ان التظاهرة ضد الفقر التي جمعت 225 ألف شخص السبت الماضي في ادنبره مرت عملياً من دون حوادث. وسيبلغ الضغط على قوات الامن ذروته غداً الاربعاء بسبب تظاهرة مقررة على بعد مئات الامتار من الفندق الذي يستضيف القمة، وسمحت الشرطة بتنظيمها بعد تردد. وتحول فندق غلين ايغلز الفخم حيث ستقيم الوفود وتعمل لثلاثة ايام، معسكراً محصناً خلف سور معدني يبلغ طوله 8 كلم ويحوي 10 آلاف لوحة مسيجة بقضبان على ارتفاع مترين. ورفع ايضاً سور يتجاوز طوله 1.5 كلم امام مبنى البرلمان الاسكتلندي في ادنبره. وجند نحو 10 آلاف و600 شرطي للعملية برمتها نصفهم استقدم من بريطانيا وويلز لمساعدة الشرطة المحلية. ويتوقع أن تصل الكلفة غير المؤكدة للتدابير الامنية الى مئة مليون جنيه 150 مليون يورو اي اكثر ب40 في المئة من النفقات الامنية لقمة مجموعة الثماني في جنوى في ايطاليا عام 2000 التي تخللتها اعمال عنف قتل فيها احد المتظاهرين.