ياه كم نحن نحتاج الفرح"، بهذه الكلمات اختصرت أم عمر ربة بيت، ما اختلج في صدرها، وهي تصفق للمطرب الفلسطيني الشاب، عمار حسن، بينما كان يغني"وين ع رام الله"، الأغنية الفولكلورية الشهيرة، في الحفلة التي أحياها، ليلة أول من أمس، في قصر رام الله الثقافي، ضمن فعاليات مهرجان فلسطين الدولي للموسيقى والرقص. وقدم عمار، الذي يغني للمرة الأولى في فلسطين، بعد تألقه في برنامج"سوبر ستار"، عدداً من الأغاني التي سبق أن قدمها في البرنامج، وسط تفاعل كبير، بعد أن أهدى جمهوره أغنية مسجلة من ألبومه الأول، والمتوقع أن يصدر في آب أغسطس المقبل، تحت عنوان"راجع". واستهل عمار حفلته التي أعادت شيئاً من البهجة إلى الفلسطينيين الذين شعروا، لساعتين، أنهم كغيرهم، يفرحون أيضاً، ويتمايلون برؤوسهم وأياديهم وأجسادهم على نغمات راقصة، وأخرى طربية، قدمها نجمهم الذي وجه الشكر الجزيل لهم، لما قدموه له من دعم خلال برنامج"سوبر ستار"، وبعده. وقال:"أنا سعيد جداً لوجودي بينكم اليوم، بين أهلي. أشكركم على الدعم الذي قدمتموه لي، وما زلتم". القدس والشهداء والمقاومة وغنى عمار حسن، خريج كلية الفنون في جامعة النجاح الوطنية في نابلس، للقدس عبر أغنية فيروز الشهيرة،"زهرة المدائن"، وللشهداء والمقاومة بتقديمه أغنية أصالة نصري"فلسطين عربية"، كما قدم أغاني فولكلورية فلسطينية عدة، وأغاني لأم كلثوم ومحمد عبدالوهاب وعبدالحليم حافظ ووديع الصافي وغيرهم. واستطاع"سوبر ستار فلسطين"أن يزرع البهجة في قلوب الجميع، فلم يقو كثيرون على مقاومة"سحر صوته"، وعبروا عن انسجامهم التام بطرق مختلفة، منها الهتاف والصفير والتصفيق الحار والرقص الذي وصل الى مصوري الحفلة التي بثتها شركة"راماتان"إلى محطات تلفزيونية عدة في قطاع غزة. وعبرت الطالبة الجامعية، سلام فارس، عن ابتهاجها بالحفلة، بقولها:"نحن نحب عمار، سعداء جداً لأنه بيننا، ويقدم الأغاني التي أحببناها بصوته. أمامنا هنا في رام الله"، في حين أكد قاسم المصري موظف، أهمية أن تتواصل هذه المهرجانات، كي يشعر الفلسطينيون بآدميتهم، وبأنهم"بشر كغيرهم". نجاح الليلة الاولى وعبر عمار، في حديث خاص، عن سعادته بنجاح حفلته الأولى في فلسطين، وقال:"نجاح هذه الحفلة، هو الإنجاز الحقيقي لي، خصوصاً أنني أغني وسط الجمهور الذي لولاه ما كنت... تفاعل الجمهور أثبت للجميع كم نحن شعب يحب الحياة، وينتصر، على رغم كل الظروف القاسية، للفن، والموسيقى". ويركز عمار على أهمية الفنون في النضال الوطني، ويقول:"الشعوب التي تعاني الاحتلال، هي أكثر الشعوب حاجة للموسيقى والشعر والأغنية وجميع أشكال الثقافة والفنون التي تعبر عن الهوية وتحفظها من الاندثار". من جهته، أكد خالد فراج، مسؤول اللجنة الإعلامية في المهرجان، أن"روعة الحفلة"، تعود بالدرجة الأولى إلى الروح الفلسطينية الطاغية عليه، فلأول مرة ينجح مطرب فلسطيني في إحياء حفلة بهذه النجومية .. ويقول:"الحفلة أكثر من رائعة .. ونحن سعداء بأن تكون حفلات النجم الفلسطيني عمار حسن هي الحدث الأبرز في المهرجان الذي يعود بعد غياب دام لأكثر من خمس سنوات".