أعلنت إيمان الحوري، مديرة مركز الفن الشعبي، في مؤتمر صحافي في مدينة البيرة، عن انطلاق فعاليات مهرجان فلسطين الدولي للموسيقى والرقص، بعد انقطاع استمر خمس سنوات، تحت شعار"عدنا لأن حلمنا أقوى". وقالت:"حاول الاحتلال ولا يزال أن ينال من روحنا، ومشروعنا الثقافي، لكننا، ومن خلال هذا المهرجان، نؤكد أن الثقافة والفن أداة في غاية الأهمية لكسر الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني"، مشيرة إلى أن نشاطات المهرجان لهذا العام لن تقتصر على مدينة رام الله، بل تشمل مدناً عدة في الضفة الغربية، هي: نابلس، وبيت لحم، طولكرم، القدس وقلقيلية. وتحدثت الحوري عن"صعوبات جمة"واجهت المركز خلال الإعداد للمهرجان، على رأسها منع سلطات الاحتلال الإسرائيلي منح التصاريح اللازمة لمشاركة فرقة النادي الأهلي الأردني للفلكلور الشركسي، ومماطلتها في إعطاء الموافقة على مشاركة الفنان العراقي إلهام المدفعي الذي لم تحسم مشاركته في فعاليات المهرجان بعد. وقالت:"حاولت السلطات الإسرائيلية ربط الموافقة على منح التصاريح اللازمة لدخول الفنانين والفرق بتوجه المشاركين إلى السفارات الإسرائيلية في البلدان التي يوجدون فيها، لكننا رفضنا هذه الإملاءات، وأصررنا على التقدم بتصاريح عبر السلطة الوطنية الفلسطينية". وتحدثت الحموري عن الموقف السلبي لبلدية قلقيلية، عبر رفضها تنظيم أي من فعاليات المهرجان في الملعب البلدي، بحجة أن ذلك"يتعارض مع قيم المدينة"، وقالت:"قدمنا شكوى في هذا الخصوص إلى وزارة الحكم المحلي، ونطلب من المجلس التشريعي فتح تحقيق مع البلدية في خصوص رفض تنظيم مهرجان ثقافي وطني، الاحتلال عدوه الأول... كارثة أن تقوم مؤسسات محلية بوضع عراقيل لم نعتد عليها إلا من سلطات الاحتلال". وعبر اكثير من الصحافيين عن أسفهم لموقف البلدية، المقربة من حركة"حماس"، منوهين إلى خطوة بروز"مثل هذه المؤشرات"على الحياة الثقافية والفنية، وحتى الاجتماعية في المدينة، ومدن وقرى أخرى قد تتخذ مجالسها البلدية والقروية مواقف مشابهة من مثل فعاليات كهذه،"بما يتقاطع، ولو من دون قصد، مع إجراءات الاحتلال بحق هذه المهرجانات التي تسعى إلى الانتصار لثقافة الحياة والحرية". وفي رد على سؤال حول خشية إدارة المهرجانات من أية اعتداءات قد ترتكبها جهات فلسطينية، قالت الحموري:"نحن لا نخشى من ذلك، بخاصة أن هذا المهرجان يأتي بناء على رغبة الكثير من الفلسطينيين المتعطشين الى أي نشاط يكفل لهم الخروج من استثنائية الظروف، ويجعلهم يشعرون بالفرح، والحياة بطبيعية، ولو لبعض الوقت... أعتقد أن من حق الفلسطينيين أن يفرحوا، ويجب ألا نسمح لأي كان بمصادرة حقنا في الفرح، والحياة الطبيعية". وتحدثت الحموري عن إيجابية التنسيق بين إدارة المهرجان، ووزارات الثقافة، والشؤون المدنية، والداخلية الفلسطينية، ومع الأجهزة الأمنية الفلسطينية، لضبط أي انفلات قد يتهدد المهرجان، على رغم أننا نستبعد وقوع أي شيء من هذا القبيل. وانتقدت الحموري الفنان التونسي صابر الرباعي الذي طلب، عبر مدير أعماله مبلغاً كبيراً جداً للمشاركة في مجيئه إلى الأراضي الفلسطينية، وإحياءه حفلة في أحد الفنادق، لم يتما عبر إدارة المهرجان، بل عبر متعهد حفلات لا علاقة له،"لا من قريب ولا من بعيد بمهرجان فلسطين الدولي للموسيقى والرقص". من جهته، أكد أحمد عويضة، مندوب"البنك العربي"، الراعي الذهبي للمهرجان، أن إدارة المصرف"انتصرت في النهاية لإقامة مثل هذا المهرجان في ظل الظروف الصعبة التي نعانيها كفلسطينيين بسبب الاحتلال، لإيماننا بأنه ليس بالخبز وحده تحيا الشعوب"، وأن علينا كمؤسسة وطنية دعم رموز صمود الشعب الفلسطيني كافة التي تقف الثقافة والفنون على رأسها. وفي حديثه أمام وسائل الإعلام المحلية والعربية والعالمية، عبر الفنان الفلسطيني عمار حسن، في أول زيارة له إلى الأراضي الفلسطينية بعد التميز الكبير الذي حققه في مسابقة"سوبر ستار"، عن سعادته لوجوده وسط أهله في فلسطين، معتبراً أن غناءه فلسطين، سيكون الحدث الأبرز في حياته. وقال:"كنت أتمنى أن تنظم زيارة إلى فلسطين خلال البرنامج، كما حدث مع بلدان المشاركين الآخرين في"سوبر ستار"، لكن الظروف الخاصة التي نعيشها حالت دون ذلك، وهذا أحزنني كثيراً". وركز حسن على أهمية مثل هذه المهرجانات بالنسبة إلى الشعب الفلسطيني، وقال:"لا بد من أن نحزن ونتألم مما نعانيه بسبب الاحتلال، لكن الفرح هو الأهم. الشعب الفلسطيني ليس شعباً بكّاء، ولولا حبه للحياة، وإصراره على ممارسة حقه فيها، لما أصبحت القضية الفلسطينية قضية عالمية. إذا أردنا أن ننتصر على الاحتلال، علينا أن ننتصر للعلم، والثقافة، والفن". وقال عمار حسن إأن ألبومه الأول الذي يصدر في آب أغسطس المقبل، سيكون من إنتاجه الشخصي، وسيضم أغنيات باللهجات الفلسطينية واللبنانية والمصرية والخليجية، مشيراً إلى تعاونه مع"أهم كتاب الأغنية والملحنين والموزعين العرب"، وكاشفاً أنه عمل على تطوير بعض الأغنيات الفلكلورية الفلسطينية في قوالب موسيقية جديدة. يشار إلى أن فعاليات المهرجان تستمر حتى التاسع من تموز يوليو الجاري، وتشمل مشاركة فنانين وفرق موسيقية وأخرى للرقص من كل أنحاء العالم.