تأمل اوساط مقربة من الرئيس المكلف تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة فؤاد السنيورة بأن يتمكن في الساعات المقبلة من التغلب على الصعوبات التي تؤخر ولادة الوزارة الجديدة، ليتوجه بها الى رئيس الجمهورية أميل لحود للتشاور بشأنها تمهيداً لإصدار مراسيم تشكيلها. راجع ص 5 وإذ تتكتم هذه الأوساط على طبيعة الاتصالات السياسية التي يتولاها السنيورة مع الأطراف الأساسيين المدعوين الى الاشتراك في الحكومة في موازاة التحرك الذي يواصله رئيس كتلة"المستقبل"النائب سعد الدين الحريري مع الفاعليات النيابية والمراجع الروحية والتي كان آخرها امس زيارته البطريرك الماروني نصرالله بطرس صفير ومفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني ورئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي، قالت مصادر مطلعة ل"الحياة"ان الرئيس المكلف يراهن على عامل الإسراع في تأليف الوزارة خوفاً من ان يؤدي التريث الى تراكم المشكلات في وجهه لجهة التوزير وتوزيع الحقائب. ولاحظت المصادر اصرار السنيورة ومعه الحريري على اشراك التيار الوطني الحر بزعامة العماد ميشال عون في الحكومة على رغم ان المعارضة تسيطر على غالبية المقاعد في البرلمان وهي مدعومة من تحالف الثنائية الشيعية المتمثلة ب"حزب الله"وحركة"أمل". ولفتت الى ان التركيز على اشراك عون، لا يعني بالضرورة تجاهل الآخرين الذين يستمر التواصل معهم عبر قنوات الاتصال التي يرعاها في شكل اساسي الحريري الذي كان التقى عصر امس النائب في كتلة التيار الوطني الحر نبيل نقولا في حضور النائب السابق غطاس خوري. وكشفت المصادر ان الحريري، وبالتوافق مع السنيورة، حمل نقولا عرضاً جديداً الى عون قد يكون الأخير، ويقضي بأن يتمثل بوزيرين وأن تعطى له حقيبة التربية وحقيبة اخرى يختارها من الحقائب الآتية: البيئة او الزراعة او الإصلاح الإداري على ان يتم التفاهم على الوزير الأرمني. وأوضحت ان الحريري يرغب في عزل قضية تمثيل الكتلة الشعبية في زحلة برئاسة ايلي سكاف عن أي تفاهم مع عون بذريعة ان سكاف كان شارك في المشاورات النيابية التي اجراها السنيورة في البرلمان، بوفد من كتلته مستقل عن التكتل النيابي الذي يتزعمه رئيس التيار الوطني الحر. ونفت ما تردد عن وجود اشكالية بين الحريري ورئيس اللقاء النيابي الديموقراطي وليد جنبلاط او القوى الأخرى في المعارضة على خلفية عدم ارتياحهم للتواصل القائم بين الأول وعون، وقالت ان الجميع يقدر مبادرة رئيس كتلة"المستقبل"باتجاه التيار الوطني الحر، في محاولة لإشراكه في الحكومة. وأضافت ان الحريري بادر الى"اقتحام"عون بالحوار على رغم الانتصار الكبير الذي حققه في الشمال. ولم يتوجه إليه من باب المنتقم انطلاقاً من رغبته في اشراك الجميع في النهوض بالبلد من الأزمات التي يتخبط فيها، لافتة الى ان من الخطأ الاعتقاد بأن حوار عون - الحريري سيكون على حساب علاقة الأخير الاستراتيجية بجنبلاط. وأكدت المصادر ان الحريري هو الأقدر على اعادة فتح قنوات الحوار بين جنبلاط وعون في حال قرر الأخير الاشتراك في الحكومة بعدما توافق والحريري على البرنامج الإصلاحي. وعليه، فإن مصير الحكومة الجديدة مرتبط بنتيجة الحوار مع عون وجوابه على عرض الحريري.