خرجت زوجة الرئيس الجزائري السابق محمد بوضياف عن صمتها الذي التزمته منذ 15 عاماً لتؤكد أن الملازم في جهاز الأمن الرئاسي أمبارك بومعرافي، المسجون في سجن سركاجي الشهير في الجزائر العاصمة، ليس الشخص الذي قتل زوجها. واتهمت جهات في الحكم، لم تحددها بالاسم، بتدبير عملية الاغتيال. وكشفت السيدة فتيحة بوضياف، في حلقة خاصة بثتها قناة"الجزيرة"القطرية، ليل الجمعة - السبت،"نقاط ظل"عديدة في حادثة اغتيال زوجها الرئيس السابق في 29 تموز يوليو 1992 في مركز الثقافة بولاية عنابة 600 كلم شرق. وكان بوضياف، وهو من قادة الثورة الجزائرية، عاد من منفاه الاختياري في المغرب مباشرة بعد إلغاء المسار الانتخابي الذي فازت به"جبهة الإنقاذ"المحظورة، ليتولى رئاسة"المجلس الأعلى للدولة"الهيئة الانتقالية التي استُحدثت لتولي الحكم بعد استقالة الرئيس السابق الشاذلي بن جديد. وقالت ارملة الرئيس الجزائري السابق متحدثة عن اللحظات التي قتل فيها محمد بوضياف:"مباشرة بعدما عرضوا عملية الاغتيال على التلفزيون للمرة الأولى رأينا قنبلة صغيرة ترمى بالقرب منه أمام رجليه، ثم استدار بوضياف بهذا الشكل إلى الخلف ليرى ما كان يجري في جانبه، وفي تلك اللحظة تم رمي القنبلة وبعدها خرج ذلك الرجل بومعرافي من خلف الستار. وكما تعرف لا يوضع الستار خلف الرئيس. خرج من خلف الستار واستل بندقيته الرشاشة وقد رأيناه ورآه الجميع وحتى رشيد صديق الرئيس الذي كان هناك قال مراراً إن من أطلق النار كان ضخم البنية وبومعرافي ليس ضخماً". واعتبرت السيدة بوضياف التي تقول انها تحتفظ بشريط مصور يتضمن مشاهد اغتيال الرئيس الراحل، ان"بومعرافي ليس الفاعل.. لم أقتنع أبداً بأن بومعرافي هو الفاعل". وأضافت:"لا أعرف من؟... لكنني أعرف أنه ليس بومعرافي بل شخص من السلطة". وكشفت أنها طلبت لقاء بومعرافي في السجن"لكنهم رفضوا". وحرصت على تبرئة الإسلاميين من قتله:"لا، الإسلاميون لا يفعلون هذا. كانوا بعيدين عن أي شك. لقد فكرت بالناس الموجودين في السلطة فهناك توجد غالبية أعدائه". وقالت ان هؤلاء"كانوا يختلفون معه في طريقته في إدارة الجزائر". لكنها أوضحت بأنه"لم يتلق أي تهديد من أي طرف في السلطة".