قتل شخص في الجزائر العاصمة وأربعة آخرون في المدية جنوب في انفجارات جديدة صباح امس وليل اول من امس، فيما حذرت نشرة "الرباط" التي يصدرها "انصار الجبهة الاسلامية للانقاذ" من "تطورات خطيرة تشهدها الساحة الجزائرية" ربما تقضي على "وحدة البلد". وترافق ذلك مع تأكيد الحكومة الجزائرية امس انها ستفتح تحقيقاً قضائياً في قضية اغتيال المغني الجزائري القبائلي معطوب الوناس، وفي مقتل شابين خلال تظاهرة جرت الاسبوع الماضي احتجاجاً على اغتياله. كما منعت السلطات تجمعاً امس وألغت تظاهرة كانت مقررة الاحد المقبل احتجاجاً على قانون استخدام اللغة العربية، وعززت وجود قوات الأمن في العاصمة. وعلى الصعيد الامني، ذكرت اجهزة الأمن في بيان ان طرداً مفخخاً انفجر صباح امس في سوق الجزو الواقع في حي باب الزوار التابع لولاية الجزائر. فيما أدى الى مقتل شخص وإصابة ثلاثة آخرين بجروح. وانفجرت قنبلة ليل الثلثاء - الأربعاء في قرية اولاد باي التابعة لبلدية خميس الجمعة في ولاية المدية. وأدى الانفجار الى مقتل اربعة اشخاص واصابة 14 آخرين بجروح. وجاءت هذه الانفجارات عشية الاحتفالات بالذكرى ال 36 لعيد الاستقلال وبدء تنفيذ قرار تعميم استخدام اللغة العربية في البلاد. من جهة اخرى، ذكرت صحيفة "الخير" ان قوات الأمن قضت على 45 مسلحاً في الحماليت مرتفعات الشريعة التابعة لولاية البليدة. وفي الاطار الامني ايضاً، اصدرت محكمة الجنايات في قسنطينة أول امس حكماً بالسجن النافذ لمدة 7 سنوات في حق احد مساعدي الحرس البلدي بتهمة اخفاء بندقية وذخائر وتسليمها لأحد الارهابيين. وبرأت محكمة الجنايات في عنابة 13 مواطناً اتهموا بپ"التعاون وتشجيع الارهاب" لعدم كفاية الأدلة. وينتمي هؤلاء إلى بلدة الدرعان وفي ولاية الطارف وضواحيها التي تعرضت الى اعمل تخريب ونهب. وأكدت وزارة العدل في بيان امس انها ستفتح تحقيقات قضائية في قضية اغتيال المغني معطوب الوناس ومقتل شابين في ولايتي تيزي وزو وبجاية. وأضافت "ان العدالة تكفلت اجراء التحقيق في التخريب الذي اصاب الممتلكات العامة". وعلمت "الحياة" ان نيابة ولايتي تيزوي وزوز وبجاية طلبت من اجهزة الأمن تسليمها اشرطة مصورة عن احداث العنف وقام بتصويرها رجال من الاستخبارات خلال الاحداث. وكان رئيس التجمع من اجل الثقافة والديموقراطية السيد سعيد سعدي أتهم بصراحة الدرك الوطني بقتل احد المواطنين في تيزي وزو. ووصفت مصادر جزائرية مطلعة هذا الاتهام بأنه محاولة للمساس بقائد الدرك الوطني الجنرال الطيب الدراجي، المحسوب على الرئيس اليمين زروال، وانه يصب في دائرة دعم الاتجاه المعادي للرئاسة. كما اتهم سعدي في ندوة صحافية اول من امس، جبهة القوى الاشتراكية بزعامة السيد آيت احمد، بأنها وراء "احداث الشغب" في حين انه لم يسجل صدور اي بيان عن ممثلي هذين الحزبين في ولايتي تيزوي وزو وبجاية، علماً بأنهما يتقاسمان مقاعد المجالس البلدية والولائية في الولايتين، مما أشار تساؤلات في الاوساط السياسية. ودعا حزب سعدي انصاره الى التجمع اليوم في ساحة اول ماي نحو المرادية وتسليم رئيس الجمهورية لائحة تطالب بپ"تأجيل تعميم قانون استخدام اللغة العربية المقرر سريانه الاحد المقبل، والمطالبة باعتماد "الأمازيغية لغة رسمية للجزائر". الى ذلك، منعت السلطات الجزائرية تجمعاً لپ40 من انصار جبهة القوى الاشتراكية في ساحة اول ماي كما ابلغت الحزب بمنع المسيرة المقررة تنظيمها الاحد المقبل. وأدت الخلافات بين الحزبين الى حال استنفار قصوى في العاصمة حيث استدعيت قوات مكافحة الشعب، تحسباً لأي نشاط من جانب انصار هذين الحزبين خلال الاحتفالات بالذكرى الپ36 لعيد الاستقلال. وأثارت مطالب هذين الحزبين المتعلقة برفضهما اللغة العربية ومطالبتهما بالامازيغية الاستغراب لدى اوساط سياسية، خصوصاً ان الاحزاب التي شاركت في تشييع الوناس تعرضت للاهانة، اذ القيت مجموعة من الشبان الحجارة على السيدين نورالدين بوكروح حزب التجديد الجزائري ورضا مالك التحالف الوطني الجمهوري، كما تدخل انصار حزب آيت احمد، ومنع سعدي من القاء كلمة لمناسبة دفن المغني القبائلي. كما استغلت عقيلة الراحل محمد بوضياف رئيس المجلس الأعلى للدولة الذي اغتيل عام 1992 السيدة فتيحة ذكراه لتطالب الرئيس اليمين زروال بالعفو عن قاتل زوجها لمبارك بومعرافي، ملوّحة بأن قتلته موجودون، ويجب الحفاظ على حياة المتهم حتى تظهر الحقيقة امام الرأي العام. ويبدو ان الجزائر ستشهد اعمال عنف اخرى، خصوصاً ان اطرافاً في السلطة وخارجها لا تزال توظف العربية والامازيغية للمساس بوحدة البلاد. وفوجئ المواطنون الذين ملأوا استثمارات الاحصاء السكاني الذي بدأ في 25 من الشهر الماضي، بوجود اسئلة سياسية في الاستبيان، فالسؤال الرقم 16 يتضمن الاجابة عن علاقة اللغات بالمواطن بدءاً من سن الخامسة، اي قبل السن الدراسي في الجزائر، ونص السؤال: "هل تعرف اللغات: العربية، الامازيغية، الفرنسية، الانكليزية؟". ويتكرر السؤال في صيغة اخرى: "هل تقرأ وتكتب اللغة: العربية، الامازيغية، الفرنسية، الانكليزية؟". ويخشى كثيرون من ان تستغل الاستثمارات لأغراض سياسية، خصوصاً ان الامازيغية كلغة لم يتم الاتفاق بعد على الحروف التي تكتب بها، فالاحزاب العلمانية تطالب بالابقاء على الحرف اللاتيني الذي تكتب فيه حالياً، فيما السلطات الجزائرية تصرّ على استخدام الحرف العربي.