يزور اليوم رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة دمشق حاملاً ملف العلاقات اللبنانية ? السورية بما يتضمنه من أزمة الحدود القائمة والسجال الحاصل على مسألة العمالة في البلدين ومصير المعتقلين في السجون السورية. ومن المقرر ان يجتمع السنيورة مع نظيره السوري محمد ناجي عطري قبل لقاء الرئيس بشار الأسد. وقال مسؤول سوري رفيع المستوى ل"الحياة"أمس، ان محادثات السنيورة في مجال التنسيق يجب أن تشمل"سياسة الأمن والدفاع"، وألا تقتصر على الجوانب الاقتصادية والاجتماعية. وكان لافتاً ان صحيفة"تشرين"الرسمية السورية نقلت عن مسؤولين لبنانيين ان مهمة السنيورة في دمشق ستكون"مستحيلة"لأنه"لن ينجح في الفكاك من الموقف الأميركي لتنفيذ 1559 وتجريد المقاومة من سلاحه". وعلمت"الحياة"ان أياً من المسؤولين والوزراء اللبنانيين لن يرافق السنيورة في زيارته، وسيقتصر الوفد المرافق على مستشارين اثنين. وكانت حكومة السنيورة نالت مساء أمس ثقة 92 نائباً وحجبها 14 نائباً وامتنع نائبان عن التصويت. أما النواب الذين حجبوا الثقة فهم من كتلة"الإصلاح والتغيير". وتغيب عدد من النواب عن الجلسة بأعذار. وجاءت الثقة بعد ثلاثة أيام من المناقشات للبيان الوزاري. وشهدت الجلسة أمس، سجالات ساخنة بين كتلتي النائب ميشال عون والنائب وليد جنبلاط على خلفية ملف العملاء الفارين الى اسرائيل. راجع ص 5 وتعهد السنيورة في رده على النواب متابعة ما ورد في البيان الوزاري مع أعضاء الحكومة في ما يتعلق بالمشكلات الاقتصادية والمعيشية، مشدداً على"أهمية تحديد الكلفة والأعباء". وأكد تصميم الحكومة على"تحقيق الاصلاح مهما كانت مصاعبه وآلامه، وتعزيز الاتصال مع الأشقاء والاقتصاد لفتح آفاق الاقتصاد لزيادة معدلات النمو لتخفيف الدين وتحرير موازنة الدولة من أعبائها". وعشية زيارة السنيورة الى العاصمة السورية، قال رئيس المجلس الأعلى السوري ? اللبناني نصري خوري ل"الحياة"أمس ان جدول الأعمال يشمل"البحث في جميع أوجه التعاون السياسي والأمني والاقتصادي للوصول الى رؤية مستقبلية لهذه العلاقات"، لافتاً الى ان السنيورة ونظيره السوري"سيراجعان مجموعة القرارات"التي اتخذت خلال زيارة رئيس الحكومة اللبناني السابق نجيب ميقاتي لدمشق للوصول الى"سبر أغوار المرحلة المقبلة والتنسيق خصوصاً في الأمن والدفاع". وقال مسؤول سوري رفيع ل"الحياة"ان هذه القرارات تشمل تشكيل لجان البحث في موضوع العمالة في البلدين ومراجعة الاتفاقات الاقتصادية والتنسيق السياسي والأمني بين دمشق وبيروت، قبل أن يشير الى أن"أياً منها لم ينفذ"في الأسابيع الأخيرة. وإذ أشار الخوري الى"أفكار عدة"تم تداولها في وسائل الإعلام اللبنانية والسورية شملت"الغاء أو إعادة النظر"في الاتفاقات الاقتصادية الموقعة بين البلدين في السنوات الأخيرة، قال:"مطلوب معرفة الرؤية المستقبلية للعلاقات. ما هي السبل لإعادة تفعيل التنسيق لا سيما في مجالي الأمن الوطني والسياسة الخارجية"، قبل أن يشدد على ضرورة"عدم طرح رؤية مجتزأة للعلاقات بين البلدين". ومن المقرر أن يبحث السنيورة وعطري في ملفات عالقة تشمل موضوع الشاحنات المتوقفة على الحدود المشتركة وموضوع العمالة بين البلدين. وقال خوري ان نحو 70 مديراً وموظفاً لبنانياً أبعدوا أول من أمس، من سورية لكونهم"لا يحملون تصاريح عمل رسمية"، مشيراً الى انه اقترح على الحكومة السورية اعطاءهم فرصة"تتجاوز الشهر لتسوية أوضاعهم، وضرورة التئام اللجنة المشتركة لشؤون العمل". وإذ كررت وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل السورية ديالا حج عارف ل"الحياة"ان تسعة عمال على الأقل قتلوا بموجب اعتداءات موثقة من أصل 37 مفقوداً وضحية، قال خوري:"إن عددهم أقل، ولا بد من التحقق من الموضوع قبل اثارته على العلن"، مشدداً على ضرورة تشكيل لجنة أمنية مختصة تبحث ب"ملف المفقودين في البلدين". وعلم ان"مجموعة أزمات اعلامية"شكلت في وسائل إعلام سورية رسمية للتخصص بالملف اللبناني. الى ذلك، لاحظت صحيفة"تشرين"الحكومية أمس تزامن طرح موضوع المقاومة في المجلس النيابي اللبناني مع"نقاش الموضوع نفسه وبمنحى سلبي في مجلس النواب الأميركي، بالتشديد على الموقف القديم المتمسك بمقاطعة"حزب الله"واعتباره منظمة ارهابية حتى ينزع سلاحه". وبعدما كتبت ان النائب عون سمى"العملاء الفارين الى اسرائيل باللاجئين"، قارنت مرات عدة بين مواقف النواب في مجلس النواب اللبناني والكونغرس الأميركي، في شأن"حزب الله"وترسيم الحدود.