اتهم النائب السوري فيصل كلثوم حكومة بلاده ب"التقصير"في اثارة قضية المفقودين السوريين في لبنان في السنوات الماضية، مشدداً على وجوب"عدم التسامح"مع حكومة فؤاد السنيورة في معرفة مصير نحو 759 مفقوداً سورياً وما اذا كان"سبب الوفاة سياسياً أم جنائياً"مع التلويح باحتمال"اللجوء الى القانون الدولي"لمعاقبة المسؤولين عن ذلك. ويبدو النائب كلثوم"غير مقتنع"بأن إثارة دمشق موضوع المفقودين السوريين في لبنان عبر وسائل الاعلام الرسمية في هذه الايام مرتبط ب"تقوية الموقف التفاوضي السوري"مع لبنان في مرحلة"اعادة تعريف"العلاقات الثنائية بعد الانسحاب العسكري والامني منه. وبينما يجهل مصير كيفية فقدان معظم ال 759 شخصاً، دوّن في سجلاته الرسمية ان"عدداً كبيراً منهم خطف وقتل"متهماً حزب"الكتائب اللبنانية"بذلك وان بعضهم قتل خلال مجزرة صبرا وشاتيلا في بداية الثمانينات. وكان كلثوم أسس مع عدد من المحامين في نهاية 2001 جمعية لجمع معلومات عن المفقودين السوريين خلال الحرب الاهلية اللبنانية. لكن اياً من المسؤولين السوريين لم يكن مهتماً وقتذاك ب"الاستماع الى صوتنا لأن العلاقات كانت جيدة". وقال إلىپ"الحياة"امس:"كان المسؤولون مقصرين سواء في التعامل مع اللجنة أم الموضوع بسبب طبيعة العلاقات. لكن يجب ألا تكون المسألة على حساب المواطن". وفي الاسابيع الاخيرة، عاد وكثف جهوده لجمع المعطيات بالاتصال بالجهات الرسمية وبأهالي المفقودين الى ان حصل على جداول تفصيلية عن موعد مغادرة كل واحد من المفقودين الاراضي السورية، مع تصنيف دقيق لعددهم في كل محافظة وتقدير لسبب الوفاة او الاختفاء. وبحسب الجداول التي حصلت"الحياة"على نسخة منها تأتي محافظة حلب في المقدم بنحو 240 مفقوداً ثم طرطوس الساحلية 93 شخصاً وأدلب 82 مفقوداً. وتضم الجداول اسم الشخص واسم والدته وتاريخ ميلاده وعنوانه وتاريخ الفقدان مع تقدير لسبب ومكان حصول ذلك. وكان كلثوم سلّم رئيس الحكومة السورية محمد ناجي عطري مذكرة رسمية تضم هذه الجداول. وحصلت"الحياة"على نسخة منها وناشده فيها"التدخل لدى السلطة اللبنانية لبيان وضع المفقود وسبب الوفاة ان كان المفقود متوفياً وتوضيح الاجراءات القانونية التي تمت بحق القاتل وتوضيح ما اذا كانت الوفاة سياسية ام جنائية والبحث في التعويض". وهناك اعتقاد في لبنان بأن فتح هذه الملف مرتبط بموضوع المفقودين اللبنانيين في سجون سورية. لكن كلثوم يقول:"لسنا مسؤولين عن موضوع المفقودين اللبنانيين. واذا كانت لديهم الادلة لا بد من تقديمها الى القضاء لان الفقدان يحتاج الى قرائن قانونية"، وجاء في الجداول ان وحيد قصباب وحمادي النجار"قتلا في مجزرة صبرا وشاتيلا"، مع تعداد لعشرات السوريين الذين خطفهم حزب"الكتائب"بينهم صالح قشعور بن محسن مواليد تعنيتا 1947 الذي خطف العام 1977، وكل من فارس الموسى وعبدالكريم الابراهيم واحمد الحمادة وعبدالكريم الجمعة وصطوف الحمدو الذين يعتبرون في عداد"المفقودين لدى الكتائب في العام 1982"، اضافة الى اربعة عمال هم فريد وهاشم وعلي ونزيه اسماعيل"الذين فقدوا العام 1984 عندما كانوا يعملون لدى المهندس محمد لبان". وذكرت السيدة نجاح بنت سعيد العبد التي اظهرت الى كلثوم وثائق عن فقدانها ابنها محمد ماجد نهاية العام 1984. وهي اتهمت امس الكتائب اللبنانية.