علمت"الحياة"امس ان رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة بعث برسالة الى نظيره السوري محمد ناجي عطري يطلب فيها ان"يجري ترسيم الحدود في شكل شامل وسريع"بين البلدين، بالتعاون مع الاممالمتحدة، لأن بقاء الامور"معلقة"ليس مفيداً. وافادت مصادر مطلعة ان الجانب السوري"يدرس المسألة"، لكنه ينظر الى موضوع"مزارع شبعا في اطار ترسيم الحدود، وموضوع ترسيم الحدود ضمن الاطار العام للعلاقات السورية -اللبنانية". واجتمع رئيس المجلس الاعلى السوري - اللبناني نصري الخوري أمس مع نائب وزير الخارجية السفير وليد المعلم. وقال الخوري ل"الحياة"ان اللقاء تناول"موضوع ترسيم الحدود وباقي مواضيع العلاقات بين البلدين، وان الجانب السوري يدرس المسألة للرد على رسالة السنيورة"الى عطري في الخامس من الشهر الجاري. وكان عطري بعث، في منتصف تشرين الثاني نوفمبر الماضي، برسالة الى السنيورة تضمنت الموافقة على ترسيم الحدود على خمس مراحل: الاولى، من الحدود البحرية الى القصير - البقاع. الثانية، من القصير - البقاع الى حدود النبك السورية. الثالثة، من منطقة النبك الى الزبداني. الرابعة، من الزبداني الى مقطع راشيا -حاصبيا. الخامسة، من راشيا- حاصبيا الى حدود المناطق المحررة. وعلمت"الحياة"ان رئيس الوزراء السوري اكد ان"ترسيم الحدود في المناطق المحتلة يفترض ان يكون بعد التوصل الى السلام الشامل والعادل وفق مبادرة مدريد"للعام 1991. وأوضح الخوري ان السنيورة"بعث برد طويل ومفصل يتضمن اقتراحات لترسيم الحدود، على ان يكون موضوع المزارع عاجلاً". وعلمت"الحياة"ان رسالة السنيورة تضمنت التعبير عن الاعتقاد بأن"بقاء الامور معلقة"ليس مفيداً وليس في مصلحة البلدين، وان"لبنان يريد ان يجري ترسيم الحدود في شكل شامل وسريع ويطلب وضع آلية مشتركة لترسيم الحدود بالتعاون مع الاممالمتحدة". ولم يحدد رئيس الوزراء اللبناني هذه الآلية، لكنه اشار الى ضرورة"الاخذ بالاعتبار اعمال اللجان المشتركة"التي عقدت اجتماعات متعددة، آخرها في التاسع من ايار مايو الماضي، قبل ان يشير الى لقائه الاخير وزير الخارجية فاروق الشرع في برشلونة نهاية الشهر الماضي وحديثه عن ان"مزارع شبعا لبنانية". وكانت سورية اكدت مرارا"لبنانية مزارع شبعا"، الامر الذي اعلنه الشرع للمرة الاولى في نيويورك 16 اذار مارس 2000، وكرره في اجتماع الجمعية العامة للامم المتحدة بإعلانه"تأييد سورية المطالب اللبنانية بمزارع شبعا". كما شدد الرئيس بشار الاسد، في قمة الجزائر الاخيرة، على تأكيد سورية للبنانية المزارع. واذ تحذر اوساط سورية من ان ترسيم المزارع حالياً"يؤجج مشاكل اضافية"في لبنان وفي اوساط الحكومة اللبنانية التي"علق"وزراء"حزب الله"وحركة"أمل"مشاركتهم فيها، قال الخوري انه يعمل على"مبادرة لمعالجة العلاقات السورية - اللبنانية في شكل ايجابي وطرح افكار لإزالة الخلافات وتأسيس مرحلة جديدة تنهي الوضع الحالي الشاذ". واضاف:"ان المبادرة يجب ألا تكون محصورة بشبعا فقط، بل يجب ان تؤدي الى وضع سليم بين البلدين. وبدلاً من طرح مواضيع خلافية يجب ان نطرح مواضيع لإعادة الثقة بين البلدين استنادا الى الاتفاقات بينهما". وقالت المصادر السورية ل"الحياة"ان دمشق"توافق على التصور"الذي يقدمه الخوري لأن"ترسيم المزارع جزء من ترسيم الحدود الذي هو جزء من مجمل العلاقات"، ونقلت عن الشرع قوله ان"تحسين العلاقات أهم من الترسيم". وقالت مصادر اخرى انه"لا يمكن النظر الى ترسيم الحدود بمعزل عن باقي الاتفاقات مثل اتفاق التعاون والاخوة والتنسيق للعام 1991".