بدأت السلطات البريطانية، أمس، اجراءات تسلّم أحد المشتبه في ضلوعهم في تفجيرات محطات الأنفاق في لندن والذي اعتُقل في روما الجمعة. وفي وقت يحاول المحققون معرفة احتمال وجود"انتحاري خامس"في خلية التفجيرات التي اعتُقل أربعة من أفرادها، تركّزت الأنظار أمس على لوساكا لمعرفة تفاصيل التحقيقات مع من يوصف ب"العقل المدبر"لهجمات لندن هارون رشيد أسود أو اسوط والذي نُقل عنه ابلاغه المحققين انه كان حارس أسامة بن لادن زعيم تنظيم"القاعدة". ومثل المعتقل الاثيوبي حمدي اسحق أمام قاض ايطالي في سجن في روما لابلاغه بطلب بريطانيا تسلّمه في محاولة التفجير الفاشلة في 21 من الجاري. وكان اسحق ادّعى ساعة القبض عليه أنه صومالي واسمه عثمان حسين. وأكدت المصادر الأمنية والقضائية التي تحقق مع الموقوف انه"يتعاون"مع المحققين. وتُحقّق الشرطة الإيطالية في شبكة العلاقات والصلات التي يملكها إسحق في روما وفي المدن الإيطالية الأخرى. وقال وزير الداخلية جوزيبي بيزانو إن"شبكة كبيرة"مؤلفة من أثيوبيين واريتريين حاولت تغطية هروب إسحق، وأضاف أن المعتقل"اتصل بأشخاص أصلهم من القرن الأفريقي ويقيمون في ميلانو وبريتشيا في شمال البلاد حيث يسكن أثيوبي هو والد خطيبة"المشتبه به. وأعلنت الشرطة البريطانية أمس أنها اعتقلت رجلين مشتبهاً فيهما بموجب قانون مكافحة الإرهاب، وذلك في عمليتين منفصلتين شنتهما في منطقة لستر في شمال لندن. وتعتقد الشرطة البريطانية أن في قبضتها حالياً المشتبه بهم الأربعة في اعتداءات 21 تموز يوليو الفاشلة، كما اعتقلت رجلاً آخر مشتبهاً به في حي نوتنغهيل يدعى وهبي محمد 23 عاماً وهو شقيق رمزي محمد أحد"الانتحاريين"الأربعة المفترضين. وتقول الشرطة انها اعتقلت منذ الموجة الأولى من الهجمات في لندن يوم 7 تموز 28 شخصاً لم يبق منهم في الاعتقال سوى 12. على صعيد آخر، ذكرت صحف بريطانية نقلاً عن مصادر أمنية زامبية أن هارون رشيد أسوط أو أسود البريطاني البالغ من العمر31 عاماً الذي اعتبر العقل المدبر المحتمل لاعتداءات 7 تموز في لندن، ابلغ السلطات بأنه كان حارساً شخصياً لأسامة بن لادن. وإذا تأكدت هذه المعلومات، سيكون أسوط البريطاني الأهم في الشبكة الإسلامية. وتبحث الولاياتالمتحدة بدورها عنه بسبب روابطه المفترضة مع معسكر تدريب إرهابي. وتقول المصادر إنه فار منذ عام 1999، حين"أوفده داعية متشدد يتخذ من لندن مقراً له إلى الولاياتالمتحدة لإقامة معسكر تدريب في ولاية اوريغون". وأكدت سلطات زامبيا بعد ظهر أمس اعتقاله في لوساكا. وأفادت صحيفة"مسلم نيوز"الواسعة الانتشار في بريطانيا أمس ان المحامية الحقوقية المعروقة غاريث بيرس قالت انها قلقة من ان الولاياتالمتحدة قد تحاول تسلّم أسوط، مشيرة الى طريقة معاملة الأميركيين لمعتقلين بريطانيين سابقين في غوانتانامو. واضافت الصحيفة ان عائلة هارون رشيد تضغط على وزارة الخارجية البريطانية كي تمنح ابنها حق لقاء ممثلين عن القنصلية البريطانية في لوساكا وانها تخشى ان تسعى أميركا الى نقله الى غوانتانامو. وفي بروكسيل، خلصت مسودة تقرير للاتحاد الأوروبي انه ينبغي على أوروبا البحث عن وسائل لضمان التزام أئمة المساجد والوعاظ المسلمين بالقيم الأوروبية والاستعانة بتقنية الإنترنت للمساعدة في منع من يعيشون في أوروبا من أن يصبحوا إرهابيين. كما أعلنت السلطات الالمانية فرض حظر على الطيران فوق الحي الحكومي في برلين بعد أسبوع من إسقاط رجل طائرته الخفيفة قرب مبنى البرلمان ومكتب المستشار غيرهارد شرودر. وقال المنسق العام لمكافحة الإرهاب في هولندا تيبي يوسترا إن بلاده تواجه تهديداً إرهابياً"ملموساً"، ولا بد أن تبدأ تدريبات منتظمة لرفع درجة الاستعداد للتعامل مع هجوم محتمل.