امتداداً للحملات الأمنية التي تنفذها السلطات السعودية في مختلف مناطق المملكة، أوقفت أجهزة الأمن فجر أمس أربعة من المشتبه في انتمائهم إلى"الفئة الضالة"في المدينةالمنورة، في أحياء مختلفة من دون أي مقاومة تذكر. وذكرت مصادر ل"الحياة"ألقاب ثلاثة من الأربعة الموقوفين، وهم المغذوي والمطرفي والحربي، لافتة إلى ان احد الموقوفين كان يعمل إمام مسجد قبل طرده من عمله. وكثفت أجهزة الأمن حضورها في المدينةالمنورة أمس، إذ بلغ عدد رجال الأمن المشاركين في عمليات التمشيط حوالى 215 جندياً، وعدد الدوريات حوالى 40 مركبة. وأوضح الناطق باسم وزارة الداخلية السعودية اللواء منصور بن سلطان التركي ل"الحياة"أمس، أن السلطات السعودية نفذت عمليات تمشيط أمنية في أحياء مختلفة في المدينةالمنورة، نتج منها توقيف أربعة من المشتبه في انتمائهم الى الفئة الضالة، مشيراً إلى ان الجهات المختصة تقوم حالياً باستجوابهم. وكانت وزارة الداخلية السعودية أعلنت أول من أمس القبض على المطلوب الرقم عشرة في قائمة ال36 محمد سعيد محمد آل صيام العمري 25 عاماً في المدينةالمنورة، كما قبضت على اثنين ممن لهم علاقة به من خارج القائمة. وأوضحت مصادر مطلعة ل"الحياة"ان قوات الأمن نفذت حملات تمشيط أمنية وقبضت على المشتبه فيهم في أحياء مختلفة هي: الشيبية وطريق أبيار علي وخط الهجرة النازل ومخطط الأمير نايف، وتراوح أعمار الموقوفين بين 24 و26 عاماً. يذكر أن الملاحقات الأمنية التي نفذتها أجهزة الأمن في المدينةالمنورة منذ اكتشاف الخلايا الإرهابية في المملكة، أدت الى القبض على 12 مطلوباً أمنياً في أيار مايو 2003، من دون أي مواجهات لأفراد الخلايا الإرهابية بالسلاح مع رجال الأمن. في غضون ذلك، حذرت السفارة الأميركية في الرياض أمس، العسكريين الاميركيين في السعودية من السفر إلى المملكة من دون مهمة محددة، بعد صدور انذارات عن هجمات ارهابية محتملة. وعزت ذلك إلى مؤشرات حول التخطيط لهجمات ارهابية في المملكة. وحثت السفارة في بيانها أمس العسكريين المتمركزين في المملكة تجنب السفر الا في حالة تكليفهم بمهمات محددة. وعلق الناطق باسم وزارة الداخلية السعودية اللواء منصور التركي ل"الحياة"بقوله"إن ذلك يأتي في نطاق اجراءات تخص السفارة"، مشيراً إلى ان أجهزة الأمن السعودي تعمل على منع وقوع أي عمل إرهابي. واشار إلى ان وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز سبق ان أوضح ان الارهاب نابع من فكر متطرف ومحاربته تتطلب جهداً متواصلاً، لافتاً إلى"أنه لا يمكن استبعاد احتمالات وقوع عمل ارهابي". وكانت السفارة أعلنت الاربعاء الماضي، أنها تملك معلومات عن"تخطيط لهجمات ارهابية"في السعودية، محذرة رعاياها المقيمين في المملكة من أنها حصلت على معلومات عن"تخطيط لهجوم أو هجمات ارهابية"، موضحة ان"ليست لديها معلومات محددة حول موعد الهجوم المحتمل أو هدفه أو وسيلته". ووصفت مصادر أميركية ما تضمنته الرساله من لغة تحذيرية بأنه"عمل احترازي"، لم تتخذه السفارة إلا لحصولها على معلومات تحمل قدراً من الصدقية دفعتها إلى اصدار ذلك، مشيدة بالجهود السعودية المبذولة لمكافحة الارهاب. ورجحت المصادر ان تكون المعلومات الأولية جاءت من مصادر أمنية سعودية.