أعلن الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية حميد رضا آصفي خلال اللقاء الأسبوعي مع الصحافيين أمس، أن إيران أكدت للأوروبيين، أن سياستها النووية لن تتغير مع انتخاب الرئيس المحافظ محمود احمدي نجاد، وذلك خلال جلسات غير رسمية عقدت بين إيران والترويكا الأوروبية المتمثلة ببريطانيا وفرنسا وألمانيا، في لندن من اجل التوصل إلى حل للازمة النووية الإيرانية قبل مطلع الشهر المقبل الموعد الرسمي المقرر لتقديم المقترح الأوروبي في شأن الحل. وقال آصفي في لندن:"قلنا أن موقف الجمهورية الإسلامية في شأن القضية النووية وأهدافنا الاستراتيجية لن يتغير بتغيير الحكومة وإجراء الانتخابات". وعلى رغم التحذيرات المتكررة عن عدم موافقة ايران على أي شروط جديدة في هذا الملف، وصف آصفي المفاوضات الأخيرة بالصريحة والشفافة، مشيراً إلى أن بلاده أعربت عن أملها باستمرار المفاوضات لما تحمله من إيجابيات للطرفين والمساوئ التي قد تظهر في حال توقفها. وأضاف"في رسالة حسن روحاني المكلف بالملف النووي الإيراني إلى الوزراء الأوروبيين الثلاثة شرحنا الحد الأدنى الذي تطالب به الجمهورية الإسلامية لئلا تؤول المفاوضات إلى طريق مسدود". وكان آصفي حذر من أن الاقتراحات الأوروبية"لن تكون مقبولة"، إذا لم يعترف الطرف الأوروبي بحق إيران في تخصيب اليورانيوم"ولن ننتظر طويلاً قبل اتخاذ قرارات أخرى". وفي شأن تحذير الرئيس الفرنسي جاك شيراك إيران من إمكان نقل الملف الإيراني إلى مجلس الأمن الدولي، نصح آصفي"الأوروبيين بعدم استخدام لهجة التهديد التي لا تؤثر بتاتاً على الجمهورية الإسلامية"، وانتقد بشدة التعليقات الأوروبية على نتائج الانتخابات الرئاسية الإيرانية، داعياً وزير داخلية ألمانيا أوتو تشيلي الى احترام قواعد الديموقراطية. إلى ذلك، زار الرئيس الإيراني المنتخب نجاد الرئيس محمد خاتمي، وتباحثا في عدد من الملفات الداخلية والخارجية، في مقدمها الملف النووي. وكان نجاد في أول موقف له بعد انتخابه رئيساً جديداً أكد التزام بلاده بالقرارات الدولية المتعلقة بالقضايا النووية، ورفض الاستسلام أمام أي الضغوط الخارجية. وحذّر رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام الشيخ هاشمي رفسنجاني أخيراً من أن"أي تراخ أو تقصير في الموضوع النووي من الدولة سيكون بمثابة وصمة عار تاريخية". بدوره، صرح روحاني خلال مقابلة مع صحيفة كيهان أمس بأن بلاده تملك عدداً من أجهزة الطرد المركزي"المهمة"، وأنها مستعدة لإنتاج الوقود النووي إذا ما قررت ذلك. من ناحية أخرى، دان آصفي التفجيرات التي تعرضت لها لندن، ونصح الدول الغربية ب"عدم التضييق على الأفكار والمعتقدات، لا سيما الإسلامية لأنها ستشكل الخدمة الأهم للإرهاب".