أسهمت اوركسترا القوات الجوية الملكية البريطانية التي تعزف موسيقى السوينغ والجاز في رفع معنويات وينستون تشرشل أثناء مؤتمر بوتسدام قبل 60 عاماً، عندما اتخذت قرارات مؤلمة بعد الحرب العالمية الثانية، وأثّرت في مصير القسم الاعظم من أوروبا، باتفاق زعماء الحلفاء الثلاثة جوزيف ستالين وهاري ترومان وتشرشل. وقبلها خلال حفل أقامه ستالين في فيلا تقع جنوب غربي برلين، اضطر تشرشل الذي لم يكن من عشاق الموسيقى الكلاسيكية الى الجلوس والاستماع إلى عازفتي كمان روسيتين بدت عليهما الاناقة والتكلف وهما تضعان نظارتين طبيتين وتعزفان مع عازف بيانو، مقطوعات كلاسيكية. كان تشرشل مرهقاً وسريع الغضب بعد حملة انتخابية مبكرة وشاقة أجريت ربيع عام 1945 في بريطانيا، عرف بعد قليل أنه خسرها. في أول ليلة له في بوتسدام جلس يستمع بصبر إلى اوركسترا الآلات الوترية في فيلا بابلسبيرغ القريبة، حيث كان يقيم الرئيس الاميركي آنذاك هاري ترومان. وظل تشرشل يتابع الرئيس ترومان بنفسه وهو يعزف مقطوعة على البيانو من مؤلفات بيتهوفن. وفي مقر إقامة ستالين، تعين على تشرشل الانصات إلى مزيد من الموسيقى الكلاسيكية. وفي لحظة معينة وبينما كان يغالب النعاس فيما الموسيقى تعزف برتابة شديدة، مال تشرشل على أذن ترومان وقال له:"إنني أشعر بملل شديد فأنا لا أحب هذه الموسيقى"وهدد بالانصراف. لكن تشرشل ثأر لنفسه في الليلة التالية عندما أصر في مأدبة عشاء أقامها تكريما لستالين وترومان في الفيلا الواسعة المخصصة لاقامته في منطقة تقع على بحيرة غريبنيتسزيي بالقرب من بوتسدام، على قيام أوركسترا كاملة من الوتريات بالعزف طويلاً وفي شكل صاخب. وتعمّد أن يستمر العزف حتى الساعة الثانية صباحاً بحسب ما يزعم روبرت مكاي رجل الاعمال الاميركي المخضرم الذي يعيش في برلين والذي ألف أخيراً كتاباً عن فترة إقامة زعماء الحرب في بوتسدام عام 1945. وتتداعى ذكريات مؤتمر بوتسدام هذا الشهر قبل الاحتفال بالذكرى الستين للمفاوضات التاريخية التي بدأت في 25 تموز يوليو واستمرت حتى 2 آب أغسطس عام 1954.