احتفلت مدينة الصويرةجنوب المغرب، باستعادة الزمن الجميل لعباقرة المدرسة الألمانية للموسيقى الكلاسيكية، عبر نجومها الثلاثة: بيتهوفن وشومان وبراهمز، فعزفت أروع أعمالهم الموسيقية في الدورة ال15 من مهرجان ربيع موسيقى الإليزيه، الذي تنظّمه سنوياً جمعية «الصويرة موغادور» لمؤسسها أندري أزولاي، مستشار العاهل المغربي. واختار القائمون على المهرجان، نخبة لامعة من جيل فتيّ لإحياء موسيقى العظماء، خلال السهرات الاثنتي عشرة المبرمجة أيام المهرجان، إذ افتتح هذه الدورة، الرباعي «إرمس» بعزف أقوى المقطوعات الرومانسية وأروعها، علماً أن آخر تسجيلاته المهداة لشومان حقق نجاحاً باهراً. كما كان الجمهور على موعد مع كونشرتو بيتهوفن البيانو والكمان والتشيلو، أحياه ثلاثي من المواهب الفتية الباهرة: عازف الشيلو مارك كوباي، وعازف البيانو إسماعيل ماركان، وعازف الكمان ديفيد بيترليك. وحضر من بيرو الشقيقان دافيد وألكسندر كاسترو بالبي، اللذان أمتعا الجمهور بتحفة من كونشرتو ثنائي لبراهمز. وعاد الجوق الفيلارموني المغربي إلى منصة مدينة الرياح، واحتفى هو الآخر ببيتهوفن وبراهمز. ورافق الأوركسترا عدد من أهم الأصوات الأوبرالية أمثال، إكسال فانيو، لويس زيتون وإدوين فارديني. وكما دأب على ذلك سنوياً، احتفى المهرجان بالمواهب المغربية المتألقة، من خلال صباحيات ربيع موسيقى الإليزيه، التي ستستقبل أيضاً فقرات سيقدّمها بعض أطفال مشروع «مزايا»، إلى جانب يانيس بن عبدالله الذي خصّص إحدى الصبحيات للتغني بجمال نهر الدانوب. وقالت المديرة الفنية للمهرجان، الفنانة المغربية وعازفة البيانو دينا بنسعيد، إن «بيتهوفن وشومان وبراهمز اضطلعوا بدور مهم جداً في تاريخ الموسيقى الكلاسيكية، وساهموا في إحداث ثورة كبيرة في عالم الموسيقى»، مضيفة أن «موسيقى بيتهوفن تجعلنا نغادر القواعد الصارمة للعصر الكلاسيكي لموتسارت وهايدن، لننغمس في موسيقى طافحة بالمشاعر، كما هي عليه الحال لدى شوبان». وأشارت إلى أن «مهرجان ربيع الموسيقى الكلاسيكية في الصويرة، لم يكتف بعرض أروع الأعمال الفنية لبيتهوفن وشومان وبراهمز، بل أتاح للجمهور الاستمتاع بأوبرا توسكا بوتشيني وغيرشوين، إضافة إلى موسيقى التانغو الأرجنتينية في السهرة الختامية للمهرجان».