بعد مضي أسبوعين على تفجيرات لندن, اتجهت التحقيقات في بريطانياوباكستان الى بريطاني ذي أصول باكستانية يُشتبه في أنه "العقل المدبر" للعمليات وبارتباطه بالداعية الاسلامي المتشدد "أبو حمزة المصري" الذي يحاكم بتهم بينها التحريض على العنف. وأفادت صحيفة"ذي تايمز"البريطانية أن هارون رشيد أسود 30 عاماً الذي اعتقلته باكستان في مدرسة دينية في مدينة سارغودا جنوبباكستان وفي حوزته أسلحة وحزام ناسف لفّه على خصره و17 ألف دولار. ودخل البلاد ليلة التفجيرات وغادرها عبر مطار هيثرو قبل وقوعها بساعات. وأجرى اتصالات هاتفية مع الانتحاريين الأربعة, وزار مناطقهم واختار أهدافهم في العاصمة البريطانية. ويتحدر أسود الذي كان يريد العبور الى أفغانستان وفي حوزته جوازه البريطاني, من ديوزبري في منطقة"وست يوركشاير"حيث يقيم ثلاثة من المفجرين الباكستانيي الأصل. وأفادت"ذي تايمز"نقلاً عن وثائق لمكتب التحقيقات الفيديرالي أف بي آي أن رجل دين بريطاني بعث أسود الى الولاياتالمتحدة لانشاء معسكر تدريب لمجندين أميركيين في ولاية أوريغون. وكان أسود سافر الى نيويورك في 26 تشرين الثاني نوفمبر 1999 على متن رحلة للخطوط الهندية برفقة سويدي - لبناني المولد يدعى أسامة عبد الله قصير 38 عاماً. وأكدت الصحيفة أن قصير وصف نفسه بأنه"قاتل مأجور لبن لادن", مشيرة الى أنه وأسود التقيا مرشحين محتملين للتدريب على"الجهاد"بين شهري تشرين الثاني نوفمبر وكانون الأول ديسمبر 1999. وكانت السلطات السويدية أسقطت تهم التخطيط لعملية ارهابية عن أسود واعتقلته شهوراً لحيازته أسلحة. ومعلوم ان السلطات الأميركية تطالب بريطانيا بتسليمها"أبو حمزة"بتهم بينها التخطيط لانشاء معسكر تدريب في ولاية أوريغون. وكشفت صحيفة"نيويورك تايمز"أن أسود كان معاوناً رئيساً ل"أبو حمزة"الذي اعتقل في نيسان أبريل العام الماضي وبدأت محاكمته قبيل التفجيرات. واعتقلت السلطات الباكستانية أخيراً أكثر من 200 شخص بينهم ثمانية يشتبه في ارتباطهم مباشرة بالتحقيقات في اعتداءات لندن. وتابعت الصحيفة أن السلطات الأميركية تحقق مع جيمس أوجاما 39 عاماً الأميركي الذي اعتنق الاسلام وأقر بمساعدة حركة"طالبان", لمعرفة دور أسود, لافتة الى أنه"شاهد رئيس"في محاكمة المصري. وزادت أن المنفذين الباكستانيين الثلاثة زاروا باكستان في العام ذاته, مشيرة الى أن التحقيقات مع أسود تشمل أيضاً تقارير عن اجراء أحد المفجرين محمد صديق خان اتصالاً به صباح يوم الاعتداءات. ونقلت صحف بريطانية عن مصادر أمنية أن ارتباط اسود بالارهاب يعود الى عشرة أعوام, وأنه التقى زعيم تنظيم"القاعدة"أسامة بن لادن في أواخر التسعينات, اذ كان مدرباً في معسكرات بأفغانستان. وكانت تقارير سابقة تحدثت عن مقتل أسود في أفغانستان خلال حرب الولاياتالمتحدة عليها عام 2001. الى ذلك, سيجتمع رئيس الوزراء البريطاني توني بلير مع قادة الأجهزة الأمنية في بريطانيا, لمعرفة ما اذا يحتاجون الى تشريعات جديدة لتسهيل عملهم في ملاحقة الارهابيين. وأفادت صحيفة"ذي دايلي تلغراف"أن قضية استخدام سجلات اتصالات هواتف تتنصت عليها, كأدلة في المحاكم, الأمر الذي كان يُعد مثيراً للجدل, ستكون على رأس أجندة هذا الاجتماع. وكان وزير الداخلية البريطاني ريتشارد كلارك أعلن أول من أمس, نيته وضع لائحة نشاطات"غير مقبولة"تهدف للترويج للارهاب أو التحريض عليه, فيما ستعد وزارات الداخلية والخارجية وأجهزة الاستخبارات خزان معلومات عن أفراد"في أنحاء العالم"تنطبق عليهم هذه المواصفات لمنعهم من دخول البلاد. وأفادت صحيفة"ذي انتدبندنت"أن الأردني الفلسطيني"أبو قتادة"الموضوع في الاقامة الجبرية والمتهم بالتحريض على الارهاب وبالهام"صاحب الحذاء المفخخ"ريتشارد ريد, يواجه الترحيل الى الأردن الذي وقع اتفاقاً مع بريطانيا في هذا الصدد. وتابعت أن الأردني الثاني الذي قد يواجه الترحيل وفقاً للاتفاق, هو محمود أبو ريده الذي أطلق من سجن بلمارش اثر تدهور حاله الصحية. ويأمل وزراء بريطانيون في أن توقع اتفاقات مماثلة مع المغرب والجزائر وتونس لترحيل 20 مشتبهاً بهم. عمر بكري ... يبرئ المسلمين من جهة أخرى, اعتبر رجل الدين المسلم عمر بكري محمد المقيم في لندن إنه لا يصدق أن منفذي تفجيرات لندن من الشباب المسلم. وقال رجل الدين السوري المولد المثير للجدل إنه"لا يوجد دليل"على أن الشبان الأربعة الذين تم تصويرهم قبل الاعتداءات هم المسؤولون عنها. وقال محمد الذي ثارت مطالب بترحيله على خلفية تأييده للتطرف إنه يدين"أي قتل للأبرياء هنا وفي الخارج"لكنه لن يتعاون مع الشرطة أبداً. وحمل الحكومة البريطانية بما تتبعه من"سياسات خارجية شريرة وحرب على الإرهاب"المسؤولية عن دفع المسلمين في"الاتجاه الخطأ". وقال إن على البريطانيين أن يستغلوا كل الوسائل السياسية"لجعل الحكومة البريطانية تدرك أنها تصنع الأعداء في الخارج والداخل على السواء بسبب غزوها العراقوأفغانستان". ولكنه أضاف أن الإسلام يحظر على المسلمين مقاتلة من يعايشونهم. وزعم أن الحكومة بفرضها قيوداً على رجال الدين المتشددين, قللت من قدرتهم على"كبح جماح"الشباب المسلم الغاضب في الأحداث التي تقع في أماكن مثل العراقوأفغانستان والبوسنة والأراضي الفلسطينية وكشمير.