بثت هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي امس، ان المتفجرات التي استخدمها الانتحاريون الأربعة ثلاثة بريطانيين من اصل باكستاني ورابع متحدر من جامايكا في لندن في السابع من الشهر الجاري،"مصنعة"محلياً وليست من مصادر عسكرية مثلما ظنت الشرطة في مرحلة أولى. وقال قائد شرطة لندن إيان بلير ان هذه المعلومات"وصف صحيح بصورة إجمالية للوقائع". وذكرت الإذاعة إن المتفجرات من النوع الذي استخدمه البريطاني ريتشارد ريد الذي حاول في 22 كانون الأول ديسمبر 2001 تفجير طائرة لشركة"اميركان ايرلاينز"، عبر إشعال فتيل متفجرات كانت مخبأة في حذائه، ما يعزز فرضية وقوف تنظيم"القاعدة"خلف اعتداءات لندن. وما زال يتحتم الرد على أسئلة أساسية في السباق مع الزمن الذي يخوضه عناصر الشرطة خشية وقوع اعتداءات جديدة. واوضح ايان بلير:"نسعى إلى معرفة من شجعهم ومن دربهم ومن هو خبير المتفجرات ومن هو الممول". ولم ينف بلير المعلومات الواردة بان الشرطة تبحث بصورة خاصة عن رجل"مدرج على لائحة من الأشخاص الخطرين"دخل الى بريطانيا قبل أسبوعين من الاعتداءات. وارتفعت حصيلة قتلى اعتداءات لندن أمس إلى 54 ضحية، وأعلن أمس عن وفاة الأسترالي سام لي 28 عاماً وهو من مدينة ملبورن، في مستشفى في لندن متأثراً بالجروح التي أصيب بها جراء التفجيرات. حي المصارف ونصحت الشرطة البريطانية المؤسسات المالية في حي المصارف المعروف باسم"ذي سيتي"في لندن بأن تبحث في تحديث الإجراءات الأمنية فيها، في مواجهة التهديدات الإرهابية الجديدة، بعد اعتداءات لندن الأسبوع الماضي. وتشمل النصائح وفقاً لما ذكرته صحيفة"فايننشال تايمز"، إقامة حواجز عند مداخل المباني وإجراء عمليات تدقيق أكبر مع الزائرين وكذلك مواقف السيارات التي توجد تحت الأرض، إضافة إلى فرض قيود على مداخل المباني لضمان توفير غطاء كافٍ للعاملين في أجهزة الأمن التابعة لهذه المؤسسات. شبكة من 8 باكستانيين وتحقق الشرطة على ما يبدو في شأن مجموعة أشخاص من أصل باكستاني، مثل انتحاريي لندن، استهدفتها حملة اعتقالات في إطار مكافحة الإرهاب في بريطانيا في نهاية آذار مارس 2004. وذكرت مصادر بريطانية وأوروبية أن المحققين يسعون إلى معرفة ما إذا كان أي من الانتحاريين في"7 تموز"يعرف ثمانية بريطانيين من اصل باكستاني اعتقلوا خلال تلك العملية. وأدت عملية"الحفرة"آنذاك إلى توجيه التهمة إلى ستة أشخاص وضبط حوالي 600 كيلوغرام من نترات الأمونيوم، وهو سماد يمكن استخدامه لصنع متفجرات قوية، اعتمد في اعتداءات بالي عام 2002. وقال بلير انه هناك خارج الحدود البريطانية"رابط مع باكستان ومع دول أخرى"، من دون أن يذكر مصر. تحقيقات دولية وأكدت الشرطة البريطانية أمس اعتقال مشتبه به في القاهرة فيما يتسع التحقيق في اعتداءات لندن مكتسباً بعداً دولياً متزايداً. والمعتقل وهو طالب في الكيمياء في ليدز مصري الأصل، هو"الكيميائي"الذي يعتقد انه صنع القنابل التي انفجرت في ثلاثة قطارات مترو وحافلة بطبقتين في السابع من تموز يوليو في لندن. ونقلت شبكة"إي بي سي"التلفزيونية الأميركية عن مصادر في السلطات المصرية ومكتب التحقيقات الفيديرالي الأميركي أف بي آي أن المعتقل مجدي النشار البالغ من العمر 33 عاماً غادر بريطانيا قبل أسبوعين من الاعتداءات. استجواب بريطاني في باكستان وفي بيشاور، قال مسؤول في الأجهزة الأمنية إن الشرطة تستجوب بريطانياً يدعى زيشان صديق 25 عاماً اعتقل في أيار مايو في هذا البلد. وقال مسؤول في شرطة المدينة أن صديق الذي اعتقل في 18 أيار الماضي"ناشط إسلامي لكننا لا نملك دليلاً على تورطه"في اعتداءات لندن. سجن مغربي في مدريد وفي مدريد، ذكرت صحيفة"إل موندو"أن المحكمة الوطنية الإسبانية قضت بسجن زوج أم إحدى ضحايا تفجيرات مدريد التي وقعت العام الماضي لاتهامه بمساعدة منفذيه. ويشتبه في أن المغربي عبد النيري الصبار ساعد أحد منفذي العملية على الهرب بعد وقوع التفجيرات في أربعة قطارات ركاب في 11 آذار مارس 2004. وكانت ابنة زوجة الصبار والتي كانت تبلغ آنذاك 13عاماً لقت حتفها في أحد القطارات. مسلمو بريطانيا من جهة أخرى، أقر زعماء مسلمون في بريطانيا بوجوب بذل المزيد لمنع الشباب المسلم سريع التأثر من أن يصبحوا مفجرين انتحاريين في المستقبل، لكنهم قالوا إن شبكة الإنترنت والصور التلفزيونية من الشرق الأوسط والعراق تصعب من مهمتهم. وأضافوا أن الأخبار التي تظهر مسلمين يقتلون في العراق أو يحتجزون في خليج غوانتانامو أثارت غضب الكثيرين من مسلمي بريطانيا البالغ عددهم 1.6 مليون نسمة، والذين يرون أن السياسة الخارجية البريطانية مسؤولة جزئياً. إضافة إلى ذلك، هناك الحرمان الاجتماعي الذي يعيش فيه كثير من المسلمين، وستجد أرضاً خصبة لنوع التطرف الذي دعا أربع شبان مسلمين بريطانيين إلى تفجير أنفسهم في لندن الأسبوع الماضي، ما أسفر عن مقتل 54 شخصاً. ويخشى مجلس مسلمي بريطانيا من أن بعض الشبان من مسلمي البلاد يتم استقطابهم إلى جماعات مثل تنظيم"القاعدة"من خلال الإنترنت حيث وفرة المواقع الإسلامية المتطرفة، وكثير منها تدار من الشرق التوسط.