حذّرت بريطانيا أمس إسلاميين متشددين يقيمون على أراضيها بأنها ستحوّلهم على القضاء إذا خالفوا قوانينها. وصدر التحذير في ظل أنباء عن علاقة بين متشددين يقيمون في بريطانيا وستة إسلاميين من بريطانيا وفرنسا تعتقلهم السلطات اليمنية للإشتباه بتورطهم في مؤامرة مزعومة لتفجير منشآت في مدينة عدن. ويبدو ان المستهدف الأول بالتحذير الذي صدر عن وزير الداخلية جاك سترو، هو مسؤول "منظمة أنصار الشريعة" السيد مصطفى كامل "أبو حمزة المصري" الذي أكد في مقابلة مع "الحياة" يوم الجمعة انه كان على اتصال بخاطفي السياح البريطانيين في أبين في 28 كانون الأول ديسمبر الماضي. وتبيّن لاحقاً ان نجله، محمد مصطفى 17 عاماً، مُلاحق أيضاً من السلطات اليمنية بعدما عثرت على جواز سفره البريطاني مع خمسة بريطانيين وفرنسي واحد في شقة في عدن في 23 كانون الأول الماضي. وأفادت مصادر الشرطة اليمنية انه عُثر معهم على أسلحة وذخائر ومتفجرات. ولا يزال محمد متوارياً، ويقول والده انه لا يعرف عنه شيئاً. وتبيّن أمس أن قريباً آخر ل "أبو حمزة" هو أحد البريطانيين الخمسة المعتقلين في عدن. وعُلم، في هذا الإطار، ان مُحسن غلاين، من مدينة لندن، هو نجل زوجة "أبو حمزة". لكن مصادر إسلامية قريبة منه نفت معلومات نشرتها صحف بريطانية عن ان غلاين أبلغ المحققين اليمنيين انه "مرتزق" و"ملحد" وانه جاء الى اليمن "من أجل المال". وكانت صحيفة "التايمز" نقلت "اعترافاته" المزعومة اول من أمس، وبينها قوله انه تلقى الفي دولار لقاء ذهابه الى اليمن للقيام بتفجيرات. ويُزعم أيضاً ان غلاين قابل "أبو الحسن المحضار"، زعيم "جيش عدن الاسلامي" المسؤول عن خطف السياح في أبين، مرتين قبل ساعات من اعتقاله مع رفاقه الاربعة، وجميعهم من أصل باكستاني أو يمني. وعلمت "الحياة"، من جهة أخرى، ان الفرنسي المعتقل مع البريطانيين في عدن، بياريك جامس ليبوردياك، وهو من أصل جزائري يُعرف باسم "عبدالرحمن الجزائري"، سافر الى اليمن قبل حوالي شهرين، وانه كان الصيف الماضي في لندن حيث شارك في تظاهرات نظمها إسلاميون ضد ترحيل البانيا اسلاميين متشددين الى مصر. وأكدت مصادر موثوق بها أنه كان سافر قبل ذلك، في النصف الأول من 8919، الى كوسوفو للمشاركة في "الجهاد" ضد القوات الصربية التي كانت تهاجم مواقع "جيش تحرير كوسوفو" المسلم. ويُعرف عنه أيضاً قربه من أوساط "الجماعة الإسلامية المسلحة" الجزائرية على رغم انه لم يكن عضواً ملتزماً فيها. وأكد الشيخ عمر بكري أمس لصحيفة "دايلي تلغراف" ان مسلمين بريطانيين يُرسلون إلى التدرب على السلاح في كشمير وأفغانستان.