توتر الوضع الداخلي الفلسطيني الى اقصى درجة منذ سنوات امس نتيجة اندلاع اشتباكات بين قوات الامن الفلسطينية واعضاء في الجناح المسلح ل"حركة المقاومة الاسلامية"حماس في شمال قطاع غزة من جهة، وقيام قوات الاحتلال الاسرائيلي باغتيال ناشطين احدهما من"حركة الجهاد الاسلامي"والآخر من"كتائب شهداء الأقصى"التابعة لحركة"فتح"في قرية اليامون قرب مدينة جنين في الضفة الغربية. وبدت اسرائيل، التي قررت أن تسحب قواتها العسكرية المحتلة ومستوطنيها من قطاع غزة بدءاً من منتصف الشهر المقبل، مصرة على"تنظيف"الضفة الغربية من عناصر المقاومة الفلسطينية فيها لتعزيز سيطرتها عليها. راجع ض5 و6 ومساء أمس نجا ثلاثة من نشطاء"الجهاد الاسلامي"من محاولة اسرائيلية لاغتيالهم في مدينة بيت لحم. وقال بيان من"الجهاد"وصلت الى"الحياة"نسخة عنه ان محاولة اغتيال الثلاثة خلال مطاردة"قوات خاصة"اسرائيلية لهم"تصب في مساعي رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون الدموية للنيل من شعبنا ومقاومته"، وهي"عمليات قرصنة مستمرة لقوات الاحتلال وعوامل تفجير للتهدئة". وفي قطاع غزة، جاءت الاشتباكات التي اصيب فيها 11 من رجال الامن واثنان من"حماس"في مخيم جباليا للاجئين شمال القطاع في ظل مواصلة وسطاء مصريين جهودهم لتثبيت التهدئة واعادة المياه الى مجاريها بين السلطة الفلسطينية و"حماس". وبدت السلطة مصرة من جانبها على"فرض هيبتها"ووظفت وسائل الاعلام الرسمية لهذا الغرض من خلال بث اقتباسات لكلمة الرئيس محمود عباس التي وجهها الى الشعب الفلسطيني بعد الاشتباكات الأخيرة بين أفراد الأمن الوطني الفلسطيني وحركة"حماس"شملت تشديده على"وحدانية السلطة والقانون والسلاح"و"عدم التهاون أو التسامح مع من يتحدى القانون او يتجاوزه، فلا احد فوق القانون". وتبادل نشطاء"حماس"والمسؤولون الفلسطينيون الاتهامات بشأن المسؤولية عن الاشتباكات في مخيم جباليا للاجئين بينما كان الرئيس الفلسطيني يزور مدينة غزة القريبة منه. وحمل توفيق أبو خوصة الناطق باسم وزارة الداخلية الفلسطينية"حماس"المسؤولية عن الاقتتال، قائلاً إن قواتها اطلقت النار على ثلاث عربات تابعة لاعضاء في"فتح"وتسببت في اشتعال النار فيها. وفي رواية"حماس"، اشارت الحركة على موقعها الالكتروني الى ان افراد الأمن حاولوا منع المقاتلين من اطلاق صواريخ"القسام"، وان اشتباكاً بالأيدي تطور الى اشتباك مسلح. ولمح سعيد الصيام احد قادة حركة"حماس"الى نية الحركة وقف اطلاق الصواريخ. وقال صيام في اعقاب لقاء مع الوفد المصري برئاسة نائب مدير الاستخبارات المصرية مصطفى البحيري ان"الصواريخ هي فقط اداة واحدة من ادوات المقاومة"، ما رأى فيه مراقبون اشارة الى عزم الاخيرة وقف اطلاق الصواريخ. وكان من المقرر ان يلتقي البحيري مساء أمس أعضاء لجنة المتابعة العليا التي تضم كل الفصائل والقوى الاسلامية والوطنية لمواصلة مساعيه لتثبيت التهدئة.