تبدأ محكمة أمن الدولة العليا طوارئ في الإسماعيلية اليوم أولى جلساتها لمحاكمة ثلاثة متهمين بارتكاب التفجيرات التي وقعت في تشرين الأول أكتوبر الماضي في مدينة طابا في شمال سيناء وأودت بحياة 34 شخصاً بينهم إسرائيليون. ونفذت المجموعة ثلاثة تفجيرات متزامنة في فندق هيلتون طابا ومخيمات البادية وجزيرة وادي القمر في مدينة نويبع. وقتلت التفجيرات 34 شخصاً بينهم تسعة مصريين وأصابت عشرات آخرين بينهم 24 مصرياً و124 إسرائيلياً. ويمثل المتهمان السيدان محمد جابر صباح موظف ومحمد عبدالله دباع فني أمام المحكمة اليوم، فيما يحاكم المتهم الهارب الثالث السيد محمد احمد فليفل غيابياً. ونسبت النيابة إلى المتهمين في هذه القضية عدداً من الاتهامات من بينها"القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد بعد أن عقدوا النية والعزم على اغتيال عدد من السياح الإسرائيليين أثناء وجودهم في شمال سيناء لمناسبة عيد الغفران وذلك تنفيذاً لغرض إرهابي، كما شرعوا في قتل ضحايا آخرين وقاوموا السلطات العامة أثناء القبض عليهم". كما نسبت النيابة العامة إلى المتهمين تهمة حيازة وإحراز واستخدام أسلحة نارية ومفرقعات وذخائر من دون ترخيص بغية استخدامها في نشاط يخل بالأمن والنظام العام. وكانت التحقيقات في القضية كشفت أن الفلسطيني السيد إياد سعيد صالح وبعض العناصر المرتبطة به من مدينة العريش خططوا لهذه العمليات كرد فعل على ممارسات إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة، واتفقوا على القيام بعمل انتقامي استهدف سياحاً إسرائيليين في طابا التي تستقطب أعداداً كبيرة منهم لقضاء عطلاتهم. وأفادت التحقيقات إن المتهمين قاموا بتصنيع دوائر كهربائية تعمل بواسطة الهاتف المحمول وأخرى بدوائر تفجير زمنية مستخدمين قطع غيار الأجهزة الكهربائية لتركيب تلك الدوائر، وحصلوا على تلك المواد المتفجرة من مخلفات الحروب في صحراء سيناء. وأوضحت التحقيقات ان تفجير طابا تم من خلال 30 اسطوانة غاز بمعرفة المتهم محمد دباع سليمان، إذ تم تفجيرها بعد توصيلها بدوائر تفجير زمنية بعدما حُمّلت في سيارة نصف نقل تركت أمام مدخل الفندق وقام المتهمان صالح وسليمان محمد فليفل بتشغيل دوائر التفجير وقضيا في الحادث. وأشارت التحقيقات إلى أن تفجير مخيم البادية ارتكبه محمد صالح فليفل ومحمد عبد الرحمن بدوي الذي قُتل خلال مقاومته لرجال الشرطة أثناء ضبطه وذلك من خلال تفجير سيارة تم توصيلها بمواد مفرقعة باستخدام دوائر كهربائية أعدها المتهم محمد صباح وتم تفجيرها بواسطة الهاتف المحمول. وأوضحت التحقيقات ان حادث تفجير مخيم جزيرة وادي القمر ارتكبه المتهم محمد جمعان الذي قُتل خلال مقاومته رجال الشرطة أثناء ضبطه. وقالت إن عمليات التفجير في مخيم البادية نفذت بواسطة سيارة نصف نقل محملة بمواد متفجرة. وأكدت التحقيقات أن الذين نفذوا التفجيرات الثلاثة هم سبعة أشخاص منهم الثلاثة الذين قُدّموا للمحاكمة وأربعة قُتلوا منهم اثنان أثناء تنفيذ تفجير هيلتون طابا هما إياد صالح وسليمان فليفل واثنان آخران خلال مواجهة مع رجال الأمن وهما حماد جمعان وحمد عبدالرحمن.