قتلت الشرطة المصرية امس اثنين من منفذي تفجيرات سيناء التي وقعت في السابع من تشرين الاول أكتوبر الماضي واسفرت عن مقتل 34 شخصاً بينهم عدد من الاسرائيليين. وجرت معركة في منطقة الجدي في شبه جزيرة سيناء فجر امس افضت الى مقتل الاثنين وهما محمد فليفل وحماد جمعة جمعان، وبذلك يكون الأربعة الذين اتهمتهم السلطات المصرية بتنفيذ العملية قد قتلوا، اذ ان اثنين منهم قتلا اثناء التفجير الذي وقع في فندق"هيلتون طابا"وهما الفلسطيني أياد سعيد صالح وزميله المصري سليمان فليفل بعدما فشلا في الفرار من المكان قبل انفجار عبوة ناسفة وضعاها في سيارة واقتحما بها الساحة الخارجية للفندق. وتعتقل السلطات الحكومية خمسة آخرين اوقفتهم بعد ايام من التفجير واتهمتهم بالمشاركة في الاعمال اللوجستية كشراء المتفجرات وتجهيزها وسرقة السيارة التي استخدمت في العملية. ووفقاً لمصدر أمني مصري فإن الاثنين اللذين قتلا امس هما اللذان توليا تنفيذ تفجيرين في منتجعين سياحيين في مدينة نويبع. والاول محمد فليفل عامل زراعي ينتمي إلى قرية الميدان في مدينة العريش شمال سيناء وهو شقيق لسليمان فليفل الذي قتل في تفجير"هيلتون طابا"، أما الثاني حماد جمعان جمعة فهو من منطقة الشيخ زويد في شمال سيناء. وقال المصدر الامني ان قوات الامن ظلت تحاصر المتهمين منذ الاسبوع الماضي بعدما تمكنت من تحديد المكان الذي يختبئان فيه، موضحاً انهما رفضا تسليم نفسيهما وفتحا النار على رجال الامن ووقعت معركة بين الطرفين انتهت بمقتلهما، فيما ذكر أهالي من سيناء أن معارك دارت على فترات متقطعة بين المتهمين ورجال الأمن الذين حاصروهما. وكانت قوات الامن المصرية قتلت الثلثاء الماضي متهماً آخر شارك في التفجيرات هو محمد عبد الرحمن بدوي الذي دفنت اسرته جثته اول من امس وسط اجراءات امنية شديدة. واكدت المصادر أن التحقيقات انتهت إلى أن المتهمين شكلوا خلية اصولية محدودة بعد ما تأثروا بمشاهد الانتهاكات التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني على ايدي الجيش الاسرائيلي، وانهم لا يرتبطون بأي علاقة مع تنظيمات خاصة في مصر، كما لم يسعوا الى ارتكاب عمليات اخرى داخل البلاد. واوضحت أن تحقيقات النيابة أثبتت ان المتهم الفلسطيني اياد صالح الذي قتل في تفجير فندق هيلتون هو قائد التنظيم وأنه اقنع الباقين بالانضمام اليه لتنفيذ المخطط. واتهمت منظمات حقوقية السلطات باعتقال مئات من بدو سيناء لارغامهم على الادلاء بمعلومات عن الفارين من المتهمين المشاركين في التفجرات. ويعتقد أن بدو سيناء أووا المتهمين فليفل وجمعان لفترة قبل أن ينتقلا للاختباء في إحدى مغارات المنطقة الجبلية في جنوبسيناء، حيث رصدا بواسطة قوات الأمن التي اتجهت إلى المغارة وحاصرتهما. ونفى مصدر امني ان تكون معركة الامس أفضت الى مقتل أي من رجال الشرطة واوضح ان الشرطي مجدي محمد رياض الذي اعلن عن وفاته امس هو نفسه الشرطي الذي اصيب بجروح في المعركة التي وقعت الثلثاء الماضي في جنوبسيناء وقتل فيها المتهم بدوي. وقال أهالي من جنوبسيناء ل"الحياة"أن اعداداً كبيرة من قوات الامن لا تزال تمشط مناطق شبه الجزيرة بحثاً عن فارين آخرين.