أكملت"سيل سي"شركة الهاتف الخليوي الجنوب أفريقية في لندن أمس إصدار سندات بقيمة 400 مليون يورو لمدة سبع سنوات بعائد 8.62في المئة. وسُجل إقبال كبير على الاكتتاب في السندات تجاوز ثلاثة أضعاف المبلغ المتوخى أكثر من 1225 مليون يورو على رغم أن أسواق السندات الكبرى لا تزال تعاني من غصة تخفيض تصنيف سندات جنرال موتورز وفورد إلى مستوى الخردة. مجموعة"سيتي غروب"المصرفية الأميركية العملاقة نظمت إصدار السندات الذي منح الشركة تصويتاً بالثقة بمستقبلها كثالث وأحدث شركة لخدمة الهاتف الخليوي في جنوب أفريقيا، التي يسيطر مستثمرون سعوديون على غالبية مطلقة في حصصها، ولديها أكثر من 2.5 مليون مشترك. وقد اصبحت"سيل سي"، بعد إعادة تنظيم أوضاعها قبل أسابيع مملوكة بنسبة 60 في المئة ل"سعودي أوجيه"، و15 في المئة ل"لانون سيكيوريتيز"السعودية المسجلة في بنما. فيما تعود الملكية المتبقية 25 في المئة لشركة"سيل ساف"المكونة من مستثمرين محليين من جنوب أفريقيا. وهي تتمتع بامتيازات الشركة الوطنية الكاملة التي تفضلها على منافستيها"ام تي أن"و"فوداكوم"على رغم تغيير تركيبة مالكيها لتصبح غالبية الملكية لمستثمرين عرب. وفي اتصال مع المدير المالي في"سيل سي"، محيي الدين غلاييني في جوهانسبرغ، رحب بالنتيجة شارحا لپ"الحياة"أن الإصدار تم تنظيمه وتسويقه وإصداره في يوم واحد، وهذا نادراً ما يحدث. وأضاف،"يعود الفضل للثقة العالية بإدارة الشركة وأدائها. فالإصدار الذي تأخر شهرين بسبب وضع سوق السندات فرض علينا طلب تصنيف جديد من وكالتي ستاندرد أند بورز وموديز اللتين جددتا منح"سيل سي"تصنيفاً جيداً بي بي - وبي 2 على التوالي بناء على نتائج الفصل الأول، آخر نتائج مالية للشركة. وبلغت نسبة العائد على السندات 8.62 في المئة، وهي نسبة متدنية قياساً بإصدارات أخرى لشركات جنوب أفريقية. إذ حصل آخر إصدار لشركة جنوب أفريقية كبرى قبل فترة قصيرة على عائد بنسبة 8.75 في المئة". وعزا غلاييني الاقبال الشديد من المستثمرين على الاكتتاب، إلى الرهان على قدرتها على الاستمرار في النمو المبشر الذي تسجله، على رغم أنه لم يمضِ على قيامها سوى ثلاث سنوات. ولقد استطاعت خلال هذه الفترة الوجيزة منافسة شركتين مضى على وجودهما في السوق 12 عاما. واليوم تستأثر"سيل سي"ب12 في المئة من سوق الاتصالات الخليوية في جنوب أفريقيا. وأضاف،"يضع هذا الانجاز"سيل سي"على خريطة الشركات العالمية الكبرى، وهو انجاز كبير لشركة ناشئة استطاعت أن تنمو بهذه السرعة في سوق عالية التحدي". وكانت"سيل سي"التي تصل قيمة الاستثمارات التي ضخت فيها إلى بليون دولار في نيسان أبريل الماضي تريد إصدار سندات بقيمة 625 مليون يورو لإعادة هيكلة التمويل. لكنها اضطرت لإرجاء الإصدار بسبب الارتباك وضعف الطلب الذي عرفته أسواق السندات بعد أزمة سندات شركتي صناعة السيارات الأميركية، جنرال موتورز وفورد. ورداً على سؤال عن أسباب خفض قيمة السندات من 625 مليون إلى 400 مليون، قال غلاييني،"السوق لا تتحمل في الوقت الراهن سندات غير مضمونة. والإصدار كان مقسماً في الأساس إلى قسمين: 400 مليون يورو مضمونة برهن قسم من أصول الشركة، و522 مليون يورو غير مضمونة". ولقد حصلت"سيل سي"على قرض من مصرف محلي بقيمة 225مليون يورو لتمويل الشق الباقي. وعن مشاريع الشركة المستقبلية قال غلاييني،"من خلال المفاوضات الجارية لإنشاء مشروع مشترك مع"فيرجين موبايل"تطمح سيل سي إلى المزيد من التوسع في السوق المحلية الواعدة. كما تراهن على الإمكانات الكبيرة المتاحة والتي كان للشركة السبق في دخولها في طليعة المستثمرين العرب، في تجربة يمكن وصفها من دون تحفظ بأنها فريدة من نوعها في هذه السوق".