علمت"الحياة"أن شركة الاتصالات النقالة"سيل سي"الجنوب أفريقية، التي يعود 57 في المئة من ملكيتها لسعودي أوجيه ولانون سيكيوريتز السعوديتين، دخلت في مفاوضات مع شركة"فيرجين"البريطانية لإقامة مشروع برأس مال مشترك في جنوب أفريقيا. وقالت مصادر مطلعة في لندن إن تقدماً تحقق بين الجانبين من دون ذكر مزيد من التفاصيل. فيما صرح جوناثان نيومان، المدير في"سيل سي"بأن المباحثات تتقدم في شكل جيد. مصادر قريبة من المباحثات قالت إن المشروع المشترك سيكون في قطاع الاتصالات الخلوية، وسيمثل باكورة مشاريع فيرجين، العائدة لرجل الأعمال البريطاني ريتشارد برانسون، في هذا المجال خارج بريطانيا. وأضافت إنها ستمهد لنقل التجربة بعد ذلك إلى نيجيريا، أكثر دول أفريقيا كثافة بالسكان. وتركز"فيرجين"في محلاتها للموسيقى والتسلية، وفي شركة الطيران التابعة لها فيرجين أتلانتك، على مخاطبة أذواق الأجيال الشابة وتلبية رغباتهم الاستهلاكية. بينما تخاطب شركة"سيل سي"الأجيال المتوسطة العمر والشابة مستأثرة ب21 في المئة من سوق جنوب أفريقيا للاتصالات النقالة، لتحتل الترتيب الثالث بعد فوداكوم و"ام تي ان"البريطانيتي الأصل. وعلى رغم أن"سيل سي"هي الأكثر نمواً في سوق الإتصالات الخلوية في جنوب أفريقيا، إلا أنها لم تبلغ مستوى الربحية بعد نظراً لما وضعته من استثمارات في طور البناء والتشغيل منذ قيامها قبل ثلاثة أعوام. وتأمل"سيل سي"بأن تدرج أسهمها في بورصة جوهانسبورغ العام المقبل. واشتهرت فيرجين في مشاريع الاتصالات الجوالة بپ"التسلق على أعمدة"الشركات القائمة بدلاً من استثمار مبالغ طائلة في مد البنى الأساسية للمشاريع على حد وصف البعض. ويعرف هذا النمط من الاتصالات بپ"شركة الخدمة الخليوية الإفتراضية MVNO"، أي أنها لا تعتمد على مقار خاصة بها، بل إنها توزع الخدمة اعتماداً على خطوط الشركات الأخرى بالتوافق، الأمر الذي يقلص نفقاتها ويجعلها أقدر على بيع الخدمة بحسومات كبيرة. وقال خبير إتصالات في جوهانسبورغ لپ"الحياة"إن جنوب أفريقيا لم تكن تسمح حتى وقت قريب بقيام شركات من هذا النوع. إلا أنها حررت السوق أكثر فأكثر وبات الأمر مسموحاً. وبالتالي فإن"سيل سي"ستستفيد من علامة"فيرجين"في مشروعها المشترك للتوسع في أوساط الشباب، خصوصاً أن الشركة الجديدة ستكون أقدر على تقديم حسومات لا تستطيع"سيل سي"تقديمها مباشرة في الوقت الراهن، وبالتالي فإن نمو حصتها من السوق سيتسارع.