أفلت القائد السابق لمعسكر غوانتانامو الجنرال جيفري ميلر من مجرد توبيخ رغم"المعاملة المهينة والتعسفية"بحق المعتقلين التي كشفها تحقيق أجرته وزارة الدفاع الاميركية البنتاغون، اكد الى حد كبير اتهامات اطلقتها الصحافة وجمعيات الدفاع عن حقوق الانسان بسوء معاملة المعتقلين في غوانتانامو. وقال الضابط الذي أجرى التحقيق الجنرال راندال شميدت امام مجلس الشيوخ في وقت متقدم ليل الاربعاء - الخميس، انه بسبب تعدد الاجراءات ضد احد المعتقلين، اوصى بتوجيه"توبيخ"الى الجنرال ميلر الذي تولى ايضاً ادارة سجون في العراق. وذكر شميدت مبرراً قراره، أن ميلر"فشل في مراقبة وتحديد ضوابط لأساليب التعامل المتبعة، وسمح لمستجوبين بالتعامل بأساليب تعسفية لا طائل منها"مع المعتقل السعودي محمد القحطاني. لكن الجنرال بانتز كرادوك قائد المنطقة الجنوبية في الجيش الاميركي والذي تقع غوانتانامو تحت سلطاته، اعتبر ان معاملة هذا المعتقل"لم تؤد الى انتهاك القانون او الاعراف الاميركية"، قائلاً ان ميلر كان يعتمد"على حكم رجاله وخبرتهم ليقوموا بواجبهم في شكل مهني وضمن المسموح". وانطلق التحقيق الذي اجراه شميدت اثر نشر جمعية للدفاع عن الحقوق المدنية رسائل بالبريد الالكتروني لعناصر من مكتب التحقيقات الفيديرالي أف بي آي يعترفون ب"تجاوزات"في غوانتانامو في اطار عمليات استجواب، وليس تصرفات فردية كما حصل في سجن"ابو غريب"بالعراق. وأكد الجنرال شميدت التحقق من صحة غالبية الاتهامات وكذلك المزاعم الاخيرة التي اوردتها مجلة"تايم"، وزاد:"عموماً لم نعثر على آثار تعذيب. ان عمليات الاعتقال والاستجواب كانت آمنة وانسانية". لكنه اعرب عن قلقه من"الاثر التراكمي لعمليات الاستجواب المرتجلة والمطولة والحثيثة"للمعتقل الذي يحمل الرقم "اي اس ان 063"السعودي محمد القحطاني الذي يعتبر"قرصان الجو العشرين"في اعتداءات 11 ايلول سبتمبر 2001، والذي قاوم لثمانية شهور قبل ان يبدأ الإدلاء بمعلومات. غير ان شميدت اعتبر ان المعاملة التي لقيها القحطاني لم تتضمن تقنياً، أي شيء ممنوع. وورد في التقرير العسكري الذي عرض على لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ، أن المعتقل السعودي الذي وصف بأنه"الخاطف الرقم 20"وكان من المقرر أن يشارك في اعتداءات 11 أيلول، أجبره المحققون على ارتداء حمالة صدر، ووضع ملابس داخلية نسائية على رأسه. وجاء في التقرير أن محققين أميركيين وصفوه أيضاً بالشذوذ الجنسي وأجبروه على الرقص مع محقق، وشتموا أمه وأخته، وأرغموه على وضع حبل حول عنقه وأداء بعض حركات الكلاب، وروعوه بكلب مدرب وأخضعوه للتحقيق لما يزيد على 20 ساعة يومياً على مدى شهرين. والى جانب هذه"الحال الخاصة"، أشار شميدت الى حادثين فقط تم التحقق منهما وتبين انهما غير مسموح بهما في الكتيبات العسكرية واذونات من وزير الدفاع دونالد رامسفيلد وهما: ربط معتقلين الى أرض قاعة الاستجواب واستخدام شريط لاصق لمنع معتقل من ترديد آيات قرآنية. الى ذلك، أكد الضابط ان عسكرية غاضبة بصق عليها احد المعتقلين، مسحت يدها الملونة بالاحمر على معتقل، بعدما اوحت اليه بأنها ملوثة بدم حيضها، بهدف إذلاله. واستهجن كثيرون من النواب الجمهوريين هذه الحوادث التي لا تزال تحظى باهتمام الرأي العام. وقال رئيس لجنة الاستخبارات بات روبرتس:"لا أوافق عليها بأي شكل، لكنني لا اعتقد بأنها تستحق انتباه الصحافة المحلية"، مشيراً إلى انها مجرد ثلاثة حوادث من اصل 24 الف عملية استجواب.