قال محققون عسكريون امس ان محققين في سجن غوانتانامو اساؤوا معاملة أحد السجناء الرئيسيين وحطوا من قدره ولكنهم لم يعذبوه عندما سبوه بأنه من «المثليين» وأجبروه على الرقص مع رجل آخر وارتداء حمالة صدر وآداء بعض حركات الكلاب. وقال الجنرال الذي يرأس القيادة الجنوبية الأمريكية المسؤولة عن السجن المخصص للارهابيين الأجانب المشتبه بهم في القاعدة العسكرية الأمريكية بخليح غوانتانامو في كوبا انه لم يأخذ بتوصية المحققين بتوقيع العقاب على قائد سابق للسجن. وقال التقرير العسكري الذي عرض على لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ ان الرجل السعودي الذي وصف بأنه «الخاطف رقم 20» الذي كان من المقرر ان يشارك في هجمات 11 سبتمبر ايلول 2001 على الولاياتالمتحدة اجبره المحققون على ارتداء حمالة صدر ووضع ملابس داخلية نسائية على رأسه. وجاء بالتقرير ان محققين أمريكيين وصفوه ايضا بالشذوذ الجنسي وأجبروه على الرقص مع محقق وسبوا امه واخته وارغموه على ارتداء حبل حول رقبته وآداء بعض حركات الكلاب وروعوه بأحد الكلاب المدربة وأخضعوه للتحقيق لما يزيد عن 20 ساعة يوميا على مدى شهرين. وخلص اللفتنانت جنرال بسلاح الجو الأمريكي راندال شميت الذي رأس التحقيق في شهادات مكتب التحقيقات الاتحادي عن انتهاكات جنود وزارة الدفاع ضد سجناء معتقل غوانتانامو الى ان الرجل تعرض «لمعاملة مسيئة ومهينة» جراء «التأثير التراكمي للتحقيقات المطولة المتواصلة المبتكرة». وقال شميت ان الأساليب المستخدمة أقرتها وزارة الدفاع. ولم يذكر اسم الرجل في جلسة التحقيقات ولكن وزارة الدفاع قالت ان اسمه محمد القحطاني. وقال شميت «رغم ذلك فإننا لم نجد في نهاية المطاف تعذيبا. كانت عمليات الاحتجاز والتحقيق آمنة وإنسانية». ولكن السناتور الجمهوري جون ماكين الذي تعرض هو نفسه لانتهاكات من الفيتناميين الشماليين كأسير حرب اثناء حرب فيتنام قال إن «المعاملة الانسانية قد تكون كذلك في عين من يراها». وقال الجنرال بانتز كرادوك انه رفض بوصفه قائد القيادة الجنوبية التي تشرف على قاعدة غوانتانامو توصية شميت وزميله المحقق بالجيش البريجادير جنرال جون فورلو بتوجيه اللوم رسميا للميجر جنرال جيفري ميلر قائد السجن في ذلك الحين لفشله في مراقبة التحقيق مع هذا السجين ووضع حد له. وأضاف كرادوك ان التحقيقات «لم تتسبب في اي انتهاك للقانون أو السياسة الأمريكية.. ليس هناك ما يستوجب محاسبته». وقال السناتور الجمهوري جيمس انهوف ان الارهابيين المشتبه بهم «لا يستحقون التدليل». وأضاف «ليس هناك ما نخجل منه. هل يمكن لدولة أخرى تعرضت لهجوم مثلنا أن تمارس نفس الدرجة من النقد الذاتي وضبط النفس». وجاء التحقيق الذي اعلن في يناير كانون الثاني بعد أن كشف الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية وثائق لمكتب التحقيقات الاتحادي تتضمن انتهاكات مزعومة ضد سجناء من جانب جنود وزارة الدفاع الأمريكية في غوانتانامو. وتم الحصول على هذه الوثائق بقرار من المحكمة بموجب قانون حرية المعلومات. ووصفت وثائق مكتب التحقيقات الاتحادي كيف يتم وضع ايدي واقدام سجناء غوانتانامو في الأصفاد فيما يشبه وضع الجنين على الأرض لمدة تتراوح بين 18 و 24 ساعة وتركهم يبولون ويتبرزون على أنفسهم. وقالت وثائق أخرى ان محققين من وزارة الدفاع انتحلوا شخصية عملاء من مكتب التحقيقات في غوانتانامو واستخدموا «اساليب تعذيب» مع سجين.